جنبلاط إن اعترف بـ7 أيار يوماً مجيداً

قاسم مرواني

الثلاثاء 2020/10/13
في مقابلته مع قناة "الجديد" مساء الاثنين، بدا واضحاً أن جنبلاط يتجنب المواجهة مع "حزب الله" ولا يعارض التقرب منه، ربما لاستشرافه أن ميزان القوى مستقبلاً سيميل لصالحه.
مهما كانت نتائج الإنتخابات الأميركية التي قال جنبلاط أنها لا تهمه، فإن سلاح حزب الله باق، ولن ينتج عن الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران نزع هذا السلاح، بل على العكس، قد يتم إعطاء حزب الله دور الشرطي في لبنان مقابل كبح جماح سلاحه وضبطه. 

كما أن المشاركة في الحكومة اللبنانية المقبلة، في حال تشكيلها، لن تتم إلا من بوابة "حزب الله"، الذي في يده، كما ظهر جلياً مع مصطفى أديب، مفتاح التشكيل أو التأجيل. 

مهما كان شكل الحكومة المقبلة، فإن لحزب الله الكلمة الفصل فيها وقد اعترف جنبلاط في مقابلته أن الحزب هو من يحكم لبنان حالياً. 


في سبيل هذا التقارب، حمّل وليد جنبلاط نفسه مسؤولية 7 أيار مدعياً أن هناك من حمّسه للإقدام على هذه الخطوة وأبدى ندمه على مغامرته. في اعترافه هذا صك براءة لحزب الله وتبرير لردّ فعله، فهل 7 أيار أتى كردّ فعل عفوي على قرار الحكومة آنذاك بخصوص "شبكة الاتصالات" الخاصة بحزب الله؟ هل 7 أيار هدفه كان حماية هذه الشبكة؟ كم من الأيام أو الأشهر تم التخطيط لهذا اليوم المجيد؟ 

لا أحد يعرف، لم يُجر أحد تحقيقاً في ما جرى، وككل شيء في لبنان تترك الأحداث للتأويلات ولكي يستغلها من يريد إرضاء لمصالحه. ليل الاثنين، كانت مصلحة وليد جنبلاط في أن حزب الله كان على حق، 7 أيار كان يوماً مجيداً!

أعلن جنبلاط كذلك أن حليفه الوحيد في السياسة هو الرئيس نبيه بري، مستثنياً كل الذين وقف إلى جانبهم يداً بيد منذ العام 2005 وحاربوا معاً من أجل المحكمة الدولية ثم في ما بعد نصرة  للثورة السورية، ملمحاً إلى أن ذلك كله حدث في لحظة تخلٍّ وإنما موقعه الصحيح هو الموقع العروبي وعلى الحياد في النزاعات الداخلية. 

الرجل الذي وقف ببسالة ضد بشار الأسد وإيران في العديد من المحطات، بات الآن يدعي الحياد في "لعبة أمم" اعتبرها أكبر منه. فهل يُدار البلد عبر لحظات تخلٍّ وحماس مفرط ومشاعر جياشة؟ أم عبر مبادئ ثابتة ومصالح وطنية؟ 


كما تبنى وليد جنبلاط موقف حزب الله من الانتفاضة التي بدأت في 17 تشرين الأول 2019، معتبراً أنها  ليست ثورة وأنه ضد شعار "كلن يعني كلن". الرجل الذي قال في إحدى مقابلاته أنه فاسد مثله كل السياسيين في البلد، وأن على الشعب التخلص منهم، وفي الثمانينيات، إبان الحرب الأهلية قال: "كلنا مجرم حرب ويجب محاكمتنا". لم يعد يعجبه شعار "كلن يعني كلن" وباتت الإنتفاضة الشعبية بالنسبة إليه عملاً تخريبياً. 

كلام جنبلاط لم يعجب أحداً من ناشطي مواقع التواصل، لا في صفوف حزب الله ولا غيرهم، جميعهم كانت لهم اعتراضات على تصريحاته، بالأخص جمهور حزب الله الذي اعتبر أن اعترافه بالمسؤولية عن أحداث 7 أيار يستوجب التحقيق معه ومحاكمته. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024