الشابة التي لا تذكر شيئا من حرب تموز، والتي كتبت عن تحول الناس في الحرب إلى "مجرّد أرواح ملتصقة تنتظر موتاً"، فازت بجائزة "مصطفى الحسيني لأفضل مقال لصحافي عربي شاب". هي الزميلة زينب ترحيني من جريدة السفير صاحبة مقالة "فتاة من آلاسكا"، وقد تقاسمت الجائزة التي أعلنت الخميس في غاليري "الزاوية" في بيروت، مع الصحافي المصري محمد أبو الغيط من جريدة "المصري اليوم".

وتحدث أبو الغيط في مقالته "كأن شيئاً لم يكن"، عن الثورة المصرية ونتائجها، عن "تصاعد كل شيء في بلادنا في موجة هائلة تصل بالمشاعر والحماس والآمال إلى السماء، ثم ينتهي كل شيء فجأة، وينسى الجميع وينشغلون في أمر آخر".

تقول ترحيني لـ"المدن" إن "الجائزة جعلتها تفكر أكثر بمهنة الصحافة ككل، بمعاييرها، وبأخلاقيتها وبإلتزاماتنا إتجاهها"، معتبرة أن "المواضيع التي تقدمت إلى الجائزة والصحافة الشابة بشكل عام، تثبت أن الكتاب الشباب هم أكثر تحرراً من صحافيين محترفين يصنفون ظلماً بقوالب وقيود معينة أحياناً. أما الكتاب الشباب فيتميزون بالحيوية المطلقة والحماسة التي يمكن للقارئ تلمسها في نصوصهم، وهذا ما نراهن على الحفاظ إليه، إضافة إلى إكتساب مهارات صحافية ضرورية". 

وكان ثمانية زملاء قد إختيروا للائحة القصيرة للجائزة من أصل 49 صحافياً من مصر ولبنان وتونس وسوريا والسودان وفلسطين والمغرب وليبيا. وضمت اللائحة القصيرة كلا من عدي الزعبي عن مقالته "العلمانية والليبرالية في سوريا"، وعامر مطر عن مقالته "قلبي دودة تأكل أجساد أصدقائي الموتى"، وطريف الخياط عن مقالته "الدويلة العلوية في سورية، أية فرص؟"، من سوريا. كما ضمت القائمة الصحافييَن اللبنانيين في جريدة "السفير"، زينب ترحيني ("فتاة من آلاسكا") وآدم شمس الدين ("من لارا فابيان إلى أزنافور"). إضافة إلى الصحافيين المصريين  محمد أبو الغيط عن مقالته "كأن شيئاً لم يكن"، وأحمد عبد الحافظ عن مقالته  "Paper Trail Celebrations"، والصحافي التونسي سفيان شورابي عن مقالته "نهاية المنصف المرزوقي".

وبلغت قيمة الجائزة خمسة آلاف دولار قسمت مناصفة ما بين الفائزين ترحيني وأبو الغيط، علماً أن الجائزة، التي تقدمها "جمعية أصدقاء مصطفى الحسيني" في بيروت، قد أطلقت بعد وفاة الكاتب الصحافي المعروف في 20 كانون الثاني (يناير) 2012، "لتشجيع الصحافيين العرب الشبان تحت سن 35 عاماً الذين يتناولون في مقالاتهم الشؤون العربية والتطورات السياسية وآثارها الاجتماعية والثقافية".