بهاء الحريري يعود.. من باب الثورة

المدن - ميديا

الجمعة 2020/02/14
فيما انشغل اللبنانيون بتصعيد الرئيس سعد الحريري ضد العهد بعد الخطاب الناري الذي ألقاه في الذكرى الـ15 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أطلّ شقيقه الاكبر بهاء الدين الحريري للمرة الأولى على المشهد السياسي منذ 15 عاماً، معلناً تأييده للثورة اللبنانية ضد الطبقة الحاكمة. 


تم التمهيد اعلامياً لهذا الظهور بتصريحات مزعومة سرعان ما جرى نفيها، قبل أن يُعلن عن ان المشتبكين مع أنصار تيار المستقبل في ساحة الشهداء، ليسوا من ثوار الساحات، بل يتلقون دعماً من الناشط نبيل الحلبي، قبل أن يتم الاعلان عن أن الحلبي هو أحد المقربين من بهاء الحريري. 

وبُعيد انتهاء الذكرى، كان بهاء الحريري حاضراً في بيان اعلامي جرى توزيعه في مواقع التواصل، اشار فيه الى ان "‏‎ما قام بِهِ ولا يزالُ شبابُنا و شابَّاتُنا وأهلنا على مدى الأشهر الأربعة الماضِية هُوَ قِمَّة الرقي في إعطاء دروس لِمَن فَقَدَ معنى الصِدقِ والإخلاصِ والأمانة في توَلِّي و تعاطي الشأن العام". 

والبيان، هو الأول في مسيرة بهاء السياسية الذي أخلى الساحة بعيد اغتيال والده في العام 2005 لشقيقه الرئيس سعد الحريري. ولم يظهر منذ ذلك الوقت بتاتاً، علماً أن الناشطين يحفظون له عبارته الشهيرة حين خاطب أنصار الرئيس الراحل في تشييعه في العام 2005 بالقول: "يا قوم". 

والواضح ان هذا البيان، سيمهد لمحاولة بهاء تفعيل عمله السياسي، مع ان فرصه السياسية ضئيلة جداً. ويأتي اليها من خلفية تأييد الثورة التي كفرت بجميع الطبقة السياسية والورثة السياسيين، ولا تسمح لأي أحد بالاتفاف عليها أو ركوب انجازاتها. 


وقال بهاء في بيانه: " ‏‎لَم أكُن أتخَيَّل عَشِيَّة اغتيال رفيق الحريري أنَّنا خِلال عَقدٍ و نَيَّف مِنَ الزَمَنِ سَنَصِلُ إلى هذا الدركِ مِنَ الإستهتارِ بشؤونِ الوطن والمواطن والإسفافِ في التعاطي. لم أَكُن أُبدي رأييِ في الشؤون العامَةِ وذلك حِرصاً مني على عدمِ الدخولِ في سِجالاتٍ لا تَخدِمُ الّا صائدي أخبار الثرثرة الرخيصة. أما اليوم وقد وقَعنا في المحظور فلا بُدَّ لي مِنَ التأكيد على أن ما كان يَحصلُ بِتَدرُّج بعد اغتيال والدي الشهيد، هوَ اغتيال بطيء لِكُلِّ ما آمَنَ بِهِ لِوَطَنِهِ وأهلِهِ وبِسَبَبِهِ أُغتيل. رجُلِ الإعمار والتعليم الذي عمل بجد على إنهاء الحرب الأهلية وحَمَلَ في صَلبِهِ إلغاءَ الطائفية السِياسِيّة".

وختم: "‏‎اليوم نَشهَدُ أيامًا وأسابيع وأشهر أصعب وأخطر مِمَّا اختبرنا أو حتى قرأنا في تاريخنا، لكن بالمقابل نرى مواطنين صادقين عبروا فوق جِدران الطوائف الوهمية ونبذوا المسافات الطبقية، صرخوا بحنجرةٍ واحدة مُطالبين برحيل منظومة الفساد وأسيادها وأعوانها". 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024