رامي عياش يؤيد زواج القاصرات.. والحق ليس عليه وحده!

المدن - ميديا

الأربعاء 2021/01/20
الهجوم العنيف الذي يتعرض له المغني اللبناني رامي عياش بسبب موقفه الرافض لفكرة قانون يجرم زواج القاصرات ويحدد سن الزواج بـ18 سنة على الأقل، يرى البعض أنه يبقى قاصراً طالما أنه لا يطاول الإعلاميين الذين يستضيفون هذه النوعية من الفنانين لمحاورتهم حول قضايا حقوقية ومسائل تخص المشاكل الاجتماعية والحريات في الدول العربية.

فخلال لقاء مع الإعلامي اللبناني جعفر عبد الكريم، عبر قناة "دويتشه فيلله" الألمانية، قال عياش أنه لا يمانع زواج الفتيات تحت سن 18 عاماً، مبدياً حماسه للزواج في سن مبكرة، متحدثأً عن طبيعية ذلك خصوصاً أنه أمر تقليدي يعود لآلاف السنين وتنص عليه الأديان.


ومع انتشار الفيديو ركزت التعليقات الغاضبة على عياش، الذي يستحق اللوم والتقريع طبعاً، لكن المشكلة أعمق من مجرد رأي لفنان ما حول قضية ملحة، فمشاهدة الفيديو المشابه لعشرات المقابلات الفنية الأخرى على الشاشات العربية، تحيل إلى واحد من احتمالين، الأول أن القائمين على برامج الحوارات المختلفة يصدقون فعلاً أسطورة أن المشاهير، وتحديداً نجوم الغناء والتمثيل، قادرون على تقديم إضافة حقيقية في ملفات الحريات المختلفة، والثاني أن أولئك الإعلاميين يدركون سلفاً أن المشاهير سيخرجون بمثل هذه النوعية من التصريحات الصادمة، الكفيلة بدورها بحصد نقرات الإعجاب والتفاعل وزيادة عداد المشاهدات والرايتنغ.

ومع ترجيح الاحتمال الثاني، فإن النقد يجب ألا يقتصر على النجوم الذين يخرجون بتصريحات رجعية، من زواج القاصرات في حالة عياش، إلى ضرب الرجال للنساء لدى نجوى كرم، أو عنصرية حياة الفهد، بل يجب أن يمتد نحو البرامج الحوارية الرجعية التي تسهم في تدوير مثل تلك الأفكار من دون حتى نقدها ومواجهتها، خصوصاً أن هذه النوعية من الأسئلة فيها، لا تُطرح من ناحية كشف الأفكار الكارثية لدى بعض الفنانين، بل لتقديمها على أنها صادرة من نخبة المجتمع!

وبالطبع لا يشمل الحديث هنا كل المشاهير، وربما تبقى الحوارات مرهونة بسياق عام يحدد مسارها، كأن يكون الفنان قبيل مقابلته متحدثاً في "تويتر" مثلاً عن قضية معينة ما يستدعي متابعتها معه لاحقاً، أو أن يكون معروفاً بمواقف سياسية واجتماعية معينة على سبيل المثال.

وصحيح أن النجوم يمتلكون منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائهم المختلفة، وهو حقهم بالطبع، إلا أن تقديمهم عبر وسائل الإعلام التقليدية كأصحاب رأي يجب أن يُسمع ومرجعيات من نوع ما يُعتد به عند مناقشة قضايا تتجاوز فنهم، ليس أمراً صحياً، خصوصاً أنه يهمش شخصيات أخرى ناشطة وقادرة على تقديم إضافات ملموسة في ملفات سياسية وحقوقية واجتماعية.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024