سيناريست سوري مُوالٍ: كنت خائفاً على الأسد..وبتّ خائفاً منه

المدن - ميديا

الخميس 2021/07/22
فيما كانت السخرية حاضرة من رئيس النظام السوري بشار الأسد ومستشارته الإعلامية لونا الشبل، بين المعارضين، خلال الأيام القليلة الماضية، بعد خطاب القسم وتفسيراته، كان الجانب الموالي يعبر عن صدمة من نوعية الخطاب الموجه له بصراحة فجة كانت ضرورية ربما كي تدرك تلك الطبقة من السوريين أنهم مستغلون من قبل نظام يعتبرهم مجرد أدوات وبيادق يتحكم بها من دون أن يكون لها أهمية خاصة فعلاً.


ورغم التضييق الشديد على الحريات في سوريا، كان بالإمكان قراءة تعليقات ومنشورات لا تتذمر من الشبل التي ظهرت بإطلالة باذخة عبر الإعلام الرسمي لمهاجمة الموالين أنفسهم على طلباتهم المعيشية والاقتصادية، بل طاولت الأسد نفسه، وتجلى ذلك بوضوح في منشور لكاتب السيناريو الموالي قمر الزمان علوش، عبر صفحته الشخصية في "فايسبوك".



وكتب علوش بصراحة: "كنت خائفاً على الرئيس ولكنني الآن بت خائفاً منه حقاً"، وهي جملة لم يكن بالإمكان توقع صدورها من شخصية اشتهرت بالتشبيح للنظام خلال السنوات العشر الماضية، لولا الإدراك المتأخر ربما لحقيقة أن الأسد شخصياً لا ينفصل عن الحكومة والمسؤولين الفاسدين الذين يهاجمهم الموالون عادة عند حديثهم عن الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد وانتشار الفساد فيها، فيما قد يكون ذلك الإدراك مدفوعاً بردّ فعل الأسد السلبي تجاه الموالين خلال السنوات الأخيرة، من تكذيب وجود مشكلة معيشية من الأساس وصولاً للاعتراف أخيراً بأن لا حل لتلك المشاكل على الإطلاق مع مطالبة السوريين في الداخل بالصمود بصمت وشكر الله على وجود الأسد كرئيس لبلادهم.

وأكمل علوش الذي أعلن دخوله مرحلة "صمت طوعي" في الفترة المقبلة: "منذ البداية عاهدت نفسي بأن أضحي بحياتي من أجل أن تبقى بلدي آمنة . وخضت لأجل ذلك معارك سياسية محفوفة بالمخاطر وكان قلبي يتحمل كل شيء.. ولكنني الآن بت أخشى أن يتلاشي كل شيء"، مضيفاً أن الرسالة التي حاولت الشبل إيصالها للسوريين كانت: "لا خيار أمامك إلا أن تكون أحد رجالي.. لم أطلب منك الصمود أنت دافعت عن نفسك".

وتابع في إطار ترجمته لخطاب الأسد خلال القسم الدستوري: "لن أعطيك وعوداً لحل مشاكلك لأنني لا أملك عصا سحرية.. ولكن تأكد دائما أنني أستطيع أن أُنقص خبزك اليومي متى شئت"، علماً أن علوش (73 عاماً) كاتب سيناريو سوري ينحدر من مدينة جبلة الساحلية وعرف بمواقفه الداعمة لنظام الأسد، لكنه تعرض لحملات تخوين منذ العام 2019 عندما بدأ بانتقاد سياسات الحكومة من دون أن تطول انتقاداته الأسد شخصياً.

وجاء في واحد من آخر منشوراته في "فايسبوك" قبل أيام: "جمهورية عدد سكانها 25 مليون إنسان مقهور وحزين ومذّل ومهان وجائع ومهاجر ومحروم ولاجئ ومتسول وخائف.. هيك جمهورية بتوطّي الرأس ما ترفعه".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024