حسان عقاد..اللاجئ السوري الذي عدّل قرار بوريس جونسون

المدن - ميديا

الجمعة 2020/05/22
أقرت الحكومة البريطانية برنامجاً يمنح عائلة الأجنبي من كادر وزارة الصحة، في حال توفي بسبب فيروس كورونا، إقامة دائمة. وفيما استثنى القرار بعض العاملين في هيئة الصحة الوطنية، ساهم اللاجئ السوري حسان العقاد الذي غيّر مهنته كمخرج وأصبح يعمل كمنظّف في إحدى مستشفيات لندن، في تغيير القرار، عبر رسالة وجهها لرئيس الوزراء بوريس جونسون.

ونشر العقاد مقطع فيديو مؤثراً عبر "تويتر"، حصل على نحو خمسة ملايين مشاهدة خلال أقل من 24 ساعة من نشره إضافة إلى نحو 60 ألف إعادة تغريد، وخاطب فيه جونسون من أجل تغيير القرار الذي منح في البداية عائلات وأقارب العاملين في الخدمات الصحية ممن يتوفون بسبب الإصابة بفيروس كورونا، إقامة دائمة في المملكة المتحدة، وشمل بعد تغييره كافة العاملين، حسبما أكدت الحكومة البريطانية الأربعاء.


ويأتي هذا الإعلان بعد انتقاد طاول وزارة الداخلية إثر الإعلان عن "برنامج التعويض في حالة الوفاة"، إذ تضمن البرنامج قراراً يمنح عائلة الأجنبي المتوفى بسبب فيروس كورونا، إن كان من كادر وزارة الصحة، إقامة دائمة باستثناء البعض. وشمل ذلك الأطباء والعاملين في مجال التمريض والكيمياء الحيوية وأخصائيي الأشعة. وتم استثناء العاملين في تنظيف المستشفيات وعمال الحراسة والمساعدين الاجتماعيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية. لكن وزارة الداخلية عادت وأكدت أن القرار سيسري على الجميع من دون استثناء. وبحسب موقع "مهاجر نيوز"، المتخصص في أخبار اللاجئين، فإن العقاد (32 عاماً) كان واحداً من الأشخاص الذين تم استبعادهم من برنامج دعم أسر العاملين في المجال الصحي للمتوفين بسبب كورونا، علماً أنه مخرج سوري لجأ إلى بريطانيا منذ أربع سنوات. وبسبب كورونا، غيّر العقاد مهنته وانتقل للعمل في تنظيف المستشفيات. وقبل أسبوعين، نشر العقاد مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يشرح فيه الأسباب الذي دفعته لذلك. وقال فيه: "لقد كانت بريطانيا موطناً لي منذ أربع سنوات، رحبّ بي الناس بأذرع مفتوحة، ومنذ أن أن تفشى الوباء لم أستطع النوم وكنت أفكر كيف أردّ الجميل". لكنه اعتبر قرار وزارة الداخلية باستبعاد البعض من برنامج دعم أسر العاملين في المجال الصحي المتوفين، "طعنة في الظهر". وقال العقاد مخاطباً جونسون: "شعرت بالخيانة والطعن في الظهر، وصُدمت عندما علمت أن حكومتك قررت إقصائي من برنامج الدعم الذي أقرته حكومتك، أنا وزملائي الذين يعملون كعمال نظافة، والعاملين في مجال الحراسة والمساعدين الاجتماعيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية والذين يتقاضون الحد الأدنى للأجور". وأكمل: "لقد قررتَ استبعادنا من برنامج الدعم، لذلك، إن متُّ في سبيل مواجهة وباء كورونا، لا يسمح لشريكة حياتي البقاء هنا بشكل دائم. هذه هي طريقتك لقول شكراً". وكان التسجيل المصور الذي وثق فيه العقاد رحلته ونجاته على قارب مطاطي من تركيا إلى أوروبا ثم إلى بريطانيا، جزءاً من سلسلة أعمال وثائقية حملت عنوان "Exodus: رحلتنا إلى أوروبا"، فازت بجائزتي "بافتا" و"إيمي" العام 2017.

وحظيت تغريدة الفيديو باهتمام واسع، ليس في أوساط السوريين والمهاجرين فحسب، بل أيضاً في الأوساط المدنية البريطانية، إذ بادر كثر للرد على العقاد بكلمات الشكر والتضامن.




©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024