دمشق:نقابة الفنانين تشبح على فقراء الدوبلاج السوري

المدن - ميديا

الأحد 2017/07/16

لا يتوقف نقيب الفنانين السوري عن إصدار القرارات التعسفية، فبعد سنوات من قمع الفنانين المعارضين للنظام، وإصدار لوائح سوداء بأسمائهم ومحاولته منعهم من العمل، أصدرت النقابة قراراً بفرض ضريبة على العاملين في قطاع الدوبلاج، من ممثلين ومشرفين ومهندسي صوت وفنيي مونتاج ومكساج، بقيمة 3% من قيمة أجورهم الأصلية، ما أثار ردود فعل كبيرة عبر مواقع التواصل من طرف العاملين في الدوبلاج السوري، باعتبار الضريبة الجديدة "أتاوة" غير مبررة وعبئاً مالياً تعسفياً وغير أخلاقي.

وشن رمضان هجوماً عنيفاً ضد منتقديه في تصريحات صحافية لمواقع فنية، معتبراً أن هذه الاتهامات صادرة عن "أشخاص لا يفقهون شيئاً في قوانين النقابة"، مضيفاً : "كان يجدر بهم أن يطالعوا لائحة الأنظمة قبل الشروع بتوجيه الاتهامات"، قبل أن يهدد العاملين في مجال الدوبلاج بالسجن والاعتقال إن لم يقوموا بتسديد الضريبة الجديدة، وتبجح بأنه "غير عاجز عن محاسبة الممثلين ممن اساؤوا إليه على مواقع التواصل الإجتماعي بتهمة التشهير والإساءة" حسب تعبيره.

وأضاف رمضان المشهور بكونه أكثر الفنانين السوريين ولاء للنظام السوري إلى درجة التشبيح: "الجهل بالقوانين والأنظمة لا يبرر لأي شخص أن يسيء أو أن يكون مسفاً، ونحن لسنا بقصار حربة كنقابة فنانين لو أردنا محاسبة هؤلاء المسيئين عديمي الإحساس بالمسؤولية يمكنني منعهم حتى من العمل بل يمكنني زجهم في السجن واتخاذ كل الإجراءات القانونية المتاحة".

وبدل أن تكون نقابة الفنانين جهة تحمي العاملين في المجال الفني تحولت إلى مخفر كبير يمنح صكوك الغفران السياسي ويحدد من يعمل ومن لا يعمل في الدراما السورية، بناء على مواقف شخصية بالدرجة الأولى.

في السياق، اعتبر رمضان أن الدوبلاج ليس مهنة فنية منفصلة بل هو جزء صغير من عمل الممثل ولا يمكن الفصل بين الدوبلاج والتمثيل، محاولاً بذلك الرد على الانتقادات بأن "النظام الداخلي للنقابة لا يشتمل على قوانين خاصة بمهنة الدوبلاج" مجيباً : "أمر طبيعي أن لا تشتمل لوائح القوانين على فقرات ومواد خاصة بالدوبلاج فهو ليس مهنة فنية منفصلة بل هو جزء صغير من عمل الممثل ولا يمكن الفصل بين الدوبلاج والتمثيل"، ويضيف: "إن النقابة منذ البداية تغاضت عن عدم انتساب معظم العاملين في الدوبلاج إليها حرصاً على أرزاقهم، ولم تفرض عليهم أي شرط يعيق عملهم رغم أن الحالة الطبيعية في جميع المهن حول العالم أن الممارسة تأتي بعد الانتساب إلى النقابة المختصة".

وعلى الأرجح ستتجه النقابة إلى "تنظيم" قطاع الدوبلاج، بمنح جميع الأشخاص العاملين غير المنتسبين بطاقة "ممارسة فن الدوبلاج" برسم سنوي قيمته خمسين ألف ليرة سورية (100 دولار تقريباً)، وذلك بهدف "التعريف بهم أمام شركات الدوبلاج غير السورية إلى جانب تسهيل حركتهم وعملهم"، علماً أن النقابة أصدرت مؤخراً قراراً يقضي برفع أجور جميع العاملين في مجال الدوبلاج بحسب الفئة التي ينتمي إليها الفنان، حيث يتقاضى عن المشهد الممثلون غير الأعضاء في النقابة مبلغ 800 ليرة سورية (1.5 دولار أميركي تقريباً) كحد أدنى، و1000 ليرة للممثلين الأعضاء و1200 للأعضاء المتميزين الذين تحددهم لجنة مختصة مؤلفة من أعضاء من شركات الإنتاج و نقابة الفنانين و تجمع "صوتنا فن"، بناء على "عدد سنوات انتسابه للنقابة وشهادته العلمية وعدد الأعمال المدبلجة التي شارك بها".

يذكر أن فن الدوبلاج السوري شهد ازدهاراً كبيراً منذ مطلع الألفية مع تأسيس شركات دوبلاج للرسوم المتحركة، قبل أن يجد عدد كبير من الممثلين في دوبلاج المسلسلات التركية وغيرها، مصدر رزق وحيد لهم، مع قلة فرص العمل في الدراما بسبب واقع الشللية الذي يحكم الوسط الفني السوري، بما في ذلك نجوم وممثلون موهوبون مثل ليلى سمور على سبيل المثال.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024