البيت الأبيض: صُور جنازة شيرين أبو عاقلة "مزعجة"

المدن - ميديا

السبت 2022/05/14
قال البيت الأبيض أن الصور التي تظهر ضباط الشرطة الإسرائيلية وهم يهاجمون فلسطينيين يحملون نعش صحافية شبكة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة، تثير الانزعاج. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، للصحافيين، أن المسؤولين الأميركيين سيظلون على اتصال وثيق بالسلطات الإسرائيلية والفلسطينية في أعقاب جنازة أبو عاقلة، حسبما نقلت وكالة "رويترز".


من جهته، دان مجلس الأمن الدولي بشدة، مقتل أبو عاقلة التي كانت تحمل الجنسيتين الفلسطينية والأميركية، ودعا إلى "تحقيق فوري وشامل وشفاف ونزيه وحيادي" بعدما وافق أعضاء المجلس الـ15 على البيان الصحافي بعد حذف صيغة أكدت على أهمية حرية الإعلام وضرورة حماية الصحافيين العاملين في المناطق الخطرة بإصرار من الصين وروسيا، حسبما قال دبلوماسيون تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأن المناقشات كانت خاصة.

وأكد بيان المجلس الذي نقلته وكالة "أسوشييتد برس"، "وجوب حماية الصحافيين كمدنيين" ودان أيضاً إصابة زميل أبو عاقلة (51 عاماً) التي كانت اسماً معروفاً في العالم العربي، يحظى بالاحترام لتغطيتها حياة الفلسطينيين تحت الحكم الإسرائيلي على مدى السنوات الـ25 الماضية.

وقتلت أبو عاقلة بالرصاص، يوم الأربعاء، خلال مداهمة للجيش الإسرائيلي على بلدة جنين بالضفة الغربية. وقال الصحافيون الذين كانوا برفقتها أن القوات الإسرائيلية أطلقت عليهم النار مباشرة، رغم أنه يمكن التعرف عليهم بوضوح كمراسلين. وتصاعد الغضب من مقتل أبو عاقلة، الجمعة، عندما دفعت شرطة مكافحة الشغب الإسرائيلية حاملي النعش وضربتهم، ما اضطرهم إلى إنزال نعشها لفترة وجيزة في بداية صادمة لمسيرة جنازتها.

وتحولت الجنازة إلى أكبر استعراض للقومية الفلسطينية في القدس منذ جيل. وتقول إسرائيل إنها تحقق في حادث مقتل أبو عاقلة. وأشارت في البداية إلى أنها ربما تكون قد أصيبت برصاص مسلحين فلسطينيين، من دون تقديم أدلة، لكنها تراجعت عن هذا الزعم بعد ذلك. ودعت إسرائيل إلى إجراء تحقيق مشترك مع السلطة الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية وتتعاون معها في مجال الأمن. لكن الفلسطينيين رفضوا إجراء تحقيق مشترك وطالبوا بإجراء تحقيق دولي مستقل.

تزامن ذلك مع تنديد الأسرة الدولية بهجوم الشرطة الإسرائيلية، الجمعة، على موكب تشييع أبو عاقلة في القدس، حيث أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن "انزعاج عميق لمشاهد مهاجمة الشرطة الإسرائيلية الموكب الجنائزي".

من جهته، دان الاتحاد الأوروبي "استخدام العنف بشكل غير متناسب والتصرف الذي ينم عن عدم احترام من جانب الشرطة الإسرائيلية تجاه المشاركين في موكب التشييع". وأعربت القنصلية الفرنسية في القدس عن "صدمتها الشديدة" حيال "العنف الذي استخدمته الشرطة"، فيما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "انزعاجه الكبير".

وأعلنت قطر في بيان نقلته وكالة "فرانس برس" أن "سلطات الاحتلال لم تكتفِ بقتل شيرين بدم بارد أثناء أداء واجبها، بل استمرت في إرهاب المدنيين والمشاركين في الجنازة حتى مثواها الأخير".

وبحسب فيديو بثته الشرطة الإسرائيلية، هتف شرطي عبر مكبر الصوت باتجاه الحشد في باحة المستشفى "إذا لم توقفوا هذه الهتافات الوطنيّة، سنضطرّ إلى تفريقكم بالقوة وسنمنع الجنازة". وأفادت الشرطة في بيان أن "مثيري شغب منعوا أفراد العائلة من وضع النعش في السيارة للتوجه إلى المدفن مثلما تم الاتفاق مع العائلة"، مضيفة أن "الحشد رفض إعادة النعش إلى السيارة وتدخلت الشرطة لمنعهم من حمله. وخلال البلبلة التي أثارها الحشد تم إلقاء زجاجات ومقذوفات أخرى".

وأعقبت تدخل القوات الإسرائيلية، مواجهات بين فلسطينيين والقوى الأمنية الإسرائيلية، ما أدى الى إصابة 33 شخصاً بجروح، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني. فيما ذكرت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت ستة أشخاص. ونقل النعش أخيراً إلى البلدة القديمة حيث أُقيمت مراسم دفن أبو عاقلة، في كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك التي ازدحمت بالمشيعين، قبل أن تسير الحشود خلف النعش إلى مقبرة جبل صهيون حيث ووريت الصحافية الثرى قرب البلدة القديمة.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024