حزب الله في عكار.. اختراق لمحو مرحلة الحرب السورية؟

قاسم مرواني

الأربعاء 2021/09/08
دخل "حزب الله"، عكار، من بابها الواسع، منطلقاً من الانفجار الذي حصل في التليل بسبب شجار على تعبئة الوقود من خزان ضبطه الجيش اللبناني.
وفي خطوة غير معتادة  فاجأت الجميع، قام "حزب الله" بتوزيع مساعدات مالية على الضحايا والجرحى، بلغ مجموعها، حسبما تناقله البعض، حوالى المليار و275 مليون ليرة لبنانية.
 

لاقت الخطوة ترحيباً من جمهور الحزب الذي أعرب في مواقع التواصل الاجتماعي عن مباركته للخطوة الانسانية، حيث اختفت بالنسبة لهم، الحسابات السياسية وبقي الجانب الانساني فقط الذي دفع الحزب، الذي لا يستفيد من الأصوات الانتخابية لأهالي عكار، إلى مساعدتهم. 

هي من المرات النادرة التي يدخل فيها الحزب الى عكار، سواء بالمساعدات أو بالتواصل السياسي والاجتماعي. المنطقة النائية، التي تعادي الحزب سياسياً وطائفياً، ولا يسكن فيها الشيعة، يدخل اليها الحزب من باب المساعدات. لا يسعى الى ترتيب البيت الإسلامي، السني والشيعي فحسب، بل يسعى إلى نقل صورة سياسية جديدة عنه، تختلف عن الصورة النمطية التي تكرست في المنطقة النائية منذ 2005، وتعززت لدى سكان المنطقة بعد انطلاق الحرب السورية. 
وأسلوب الحزب، ليس غريباً عن أسابيب تتبعها أحزاب السلطة، لمقاربة الملفات الحياتية للمواطنين. سياسة المساعدات، استغلال معاناة الناس لتحقيق مكاسب إعلامية أو انتخابية أو التصويب على خصم سياسي.

فحتى لو كانت المساعدات الانسانية مطلوبة، ومشكورة خلال الأزمة الراهنة، إلا أن واجب حزب الله، كجزء من  الدولة، مثل واجب بقية الأحزاب التي تحاول التملص من المسؤولية  واستمالة الأهالي المفجوعين إلى جانبها. واجبهم جميعاً يتمثل في جعل الدولة تتحمل مسؤوليتها تجاه المتضررين والضحايا والتعويض عليهم، وهذا حق لهم وليس منّة من أحد، وقبل ذلك كله تحقيق شفاف ومهني يؤدي إلى محاسبة المسؤولين، ليس عن انفجار التليل فقط، بل انفجار الرابع من آب وكل ما حل باللبنانيين خلال العامين المنصرمين. 

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات تنقل رفض بعض المتضررين وأهالي الضحايا، تسلّم مساعدات "حزب الله" أو أي حزب سياسي آخر، معتبرين إياهم المسؤولين المباشرين عما حلّ بهم، وأن ذنوبهم لا يغفرها توزيع بعض المساعدات التي اعتبروا أنها تُقدّم كثمن أو "ديّة" لدماء أبنائهم. 

معارضون لحزب الله رأوا أن خطوة الحزب إنما تهدف إلى تحسين صورته شمالاً، هو الذي لطالما اتهم أهالي الشمال باحتضان "الإرهابيين"، كما اعتبروا أن ما قام به الحزب يعبّر عن تناقض في سياسته، إذ أن الأجدى به كان الدفع مع حلفائه لحل أزمة الوقود التي تسببت في العديد من المشاكل والضحايا، بالإضافة إلى انفجار التليل.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024