بين جوزيف وميشال عون.. LBC تسجّل نقطة على MTV

المدن - ميديا

الجمعة 2021/08/27
المهنية التي تفرض على وسائل الاعلام عدم الاجتزاء والتحوير، سقطت في اختبارها قناة MTV في تقرير أعدته عن رئيس الجمهورية، وكان المقصود به قائد الجيش.. وأوحت بأن الرئيس لا يستفيق من نومه، بينما كان المقصود فارق التوقيت ما يَفترض أن قائد الجيش يكون في هذا الوقت نائماً. 

ففي 25 آب/أغسطس الجاري، بثت MTV مقابلة مع إد غابريل، المقرب بحسب القناة من الرئيس الأميركي جو بايدن، ونقلت عنه قوله: "يمكنك أن تسأل الجنرال عون، وإذا كان لا يزال مستيقظاً قد يجيبك، سيقول لك ما قامت به الولايات المتحدة منذ شهرين لتوفير نحو 100 مليون دولار للبنان…".

هذا حرفياً ما ورد في الترجمة المرفقة مع الفيديو والذي أعدته القناة، إلا أن العنوان الذي وضعته القناة في مواقع التواصل الاجتماعي فكان: "مقرب من بايدن للـMTV: لو كان الرئيس عون مستيقظاً"، مستخدمة صورة رئيس الجمهورية ميشال عون. وهو التعبير نفسه الذي أوردته القناة في نشرة الأخبار.

ليس معروفاً ما إذا كان اللبس الحاصل هو عبارة عن سوء فهم لما قاله إد غابريل في المقابلة، أو هو أمر مقصود بهدف الاستغلال السياسي والتصويب على رئيس الجمهورية، حيث أظهرت القناة أن المقصود بالجنرال عون، هو الرئيس ميشال عون، والمقصود بتعبير "لو كان يقظاً"، أي لو كان مستيقظاً ويقوم بمهامه. 

الإيضاح في ما بعد جاء عبر قناة LBCI، التي أعدت تقريراً ورد فيه أن إجابة إد غابريل كان إجابة عن سؤال للمضيف يستوضح فيه معلومات عن الجيش اللبناني والمساعدات الأميركية المقدمة له، مشيراً إلى قائد الجيش العماد جوزيف عون، وهو ما لا يظهره تقرير قناة MTV، ما يعني أن القناة قامت بقص بعض المقاطع من الفيديو، الأمر الذي أكده، بحسب LBCI بيان أرسله إد غابرييل إليها.

أكد غابريل، بحسب بيان نشرته "ال بي سي"، أن المقابلة لم تنشر كما هي، بل تم العبث بها، حيث تقصدت "أم تي في" الخلط بين الجنرال جوزيف عون، والجنرال ميشال عون، واستخدام كلمة "مستيقظاً" بهدف الاستخفاف برئيس الجمهورية بينما، قصد إد غابريل عند استعماله تعبير "يقظاً"، فارق التوقيت بين البلدين حيث من المحتمل أن يكون العماد جوزيف عون نائماً. 

في الحرب الدائرة بين مختلف الأفرقاء السياسيين، يشكل الإعلام حالياً السلاح الأبرز، وتقوم كل وسيلة إعلامية بنقل ما يناسبها من الخبر، متناسية عناصر أخرى قد تكون أساسية، لكنها لا تدعم توجهها السياسي.

لكن هذا النوع من "العبث"، إن صحّت التسمية، يفترض ألا يمسّ بمحتوى الخبر، حيث اعتاد المشاهد اللبناني لكي يصل إلى الحقيقة الكاملة، أن يشاهد القنوات التلفزيونية المتنافسة ويجمع أجزاء الخبر المبعثرة. غير أن ما فعلته قناة "أم تي في" يتعدى ذلك بكثير، ويمس بمصداقية القناة ومهنيتها، هو ليس مجرد تغطية عن نقل بعض الوقائع، إنما تشويه للحقائق وعبث بالمحتوى. 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024