آخر خسائر "المستقبل": إيقاف ملحق "نوافذ"

المدن - ميديا

الثلاثاء 2015/10/06
تبلّغ رئيس تحرير ملحق "نوافذ"، في جريدة "المستقبل، الزميل يوسف بزي، اليوم الثلاثاء، أن الملحق سيتوقف عن الصدور إلى أجَل غير مسمّى. وذلك، كما بات معروفاً، بسبب الأزمة المالية التي تمرّ بها المؤسسات الإعلامية لتيار "المستقبل"، إضافة إلى المؤسسات التجارية والاجتماعية.

والحال أن إدارة "نوافذ"، وبعد شهور طويلة من عدم تسديد المكافآت المستحقة للمستكتبين في الملحق الثقاقي الأسبوعي، ناهيك عن انقطاع رواتب الموظفين الثابتين في الجريدة كلها منذ أكثر من سبعة شهور، وجدت نفسها أمام مفترق طرق جعلها غير قادرة على الاستمرار في إصدار الملحق بالشروط الراهنة، وهو ما آثرت إشراك الإدارة العامة للجريدة فيه لإيجاد حلّ ما.

وكان "الحلّ" الذي أُبلغ به الزميل بزي، اليوم، هو إيقاف ملحق "نوافذ" إلى أجَلٍ غير مسمّى، وهو قرار وجده مثقفون لبنانيون وعرب كثيرون صادماً، إذ عبّر بعضهم، في مواقع التواصل الاجتماعي، عن دهشته من فكرة أن الرئيس سعد الحريري، ومن خلفه قيادات تيار "المستقبل"، لم يستطيعوا اجتراح حلول مالية لإنقاذ واحدة من واحات الثقافة الأخيرة في التصحّر المعرفي والسياسي والاجتماعي الذي يشهده معظم العالم العربي راهناً.

الجدير بالذكر أن ملحق "نوافذ" يتوقف اليوم، للمرة الأولى منذ تأسيسه العام 1999 على أيدي مجموعة من نخبة المثقفين اللبنانيين وكانوا آنذاك: حسن داوود، بسام حجار، شوقي الدويهي، يوسف بزي، وفادي الطفيلي. إضافة إلى مراسلين ثابتين، لمعت أسماء بعضهم بفضل ظهورها في "نوافذ"، وهم: نجم والي من ألمانيا، حسن الشامي من فرنسا، الراحل صالح بشير من إيطاليا، حمدي رزق والراحل هاني درويش من مصر، ومحمد مظلوم وشاكر الأنباري من العراق.. إضافة إلى عدد كبير من الكتّاب السوريين والتونسيين واللبنانيين.
ولم يبقَ من الموظفين الثابتين في الملحق اليوم، سوى يوسف بزي ودلال البزري.

هكذا، وابتداء من الأحد المقبل، ستصدر جريدة "المستقبل" في 16 صفحة، بلا صفحات "نوافذ" الثماني، والتي كان كثيرون يشترون الجريدة أو يزورون موقعها الالكتروني، فقط في هذا اليوم، وفقط من أجل هذا الملحق. وبعد فترة، ربما تصدر الجريدة يومياً في 16 أو 20 صفحة، مقلّصة صفحات أخرى من بين دفّتيها.

خسائر "المستقبل" تتوالى، لكن إيقاف "نوافذ" هو، على الأرجح، الخسارة الأكبر على الإطلاق، ليس بالمعنى الإعلامي أو الثقافي فحسب، بل أيضاً بالمعنى السياسي.. لو أن لبيباً يَفهمُ.  
 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024