"مليشيا الطحين" تذلّ اللبنانيين

المدن - ميديا

السبت 2020/06/27
لا يمكن وصف المشهد المؤلم لطوابير الناس أمام الأفران السبت، إلا بأنه مشهد من حرب مضت، تجري استعادتها في فترة حكم الميليشيات. 

والميليشيات الجديدة، ليس مسلحة بالبنادق والقنابل، بل بالقدرة على ابتزاز الناس، وبأسرهم طوابير أمام محطات الوقود، وأمام الأفران. 


في الحرب تكون الحكومة عاجزة عن ضبط الميليشيات. والآن الأمر نفسه يتكرر. تعجز الحكومة عن ضبط كارتيلات الاحتكار، وكارتيلات اذلال الناس. كل مليشيا لها زمانها، وطريقة عملها، وآلية خنق الناس وتجويعهم. 

ومليشيا الطحين، تتحكم برقاب اللبنانيين وتلزمهم بالاصطفاف امام ابواب الافران، لأن آمر المليشيا (أو أمراءها) يفضلون الحفاظ على امتيازاتهم، وعلى قدر حدّدوه من الأرباح، لن يتنازلوا عنه.

الطحين تدعمه الحكومة التي لا تراقب مسارات استعماله: في الخبز السياحي والافرنجي والكعك والحلويات.. ما يعني أن الأفران تستفيد من طحين الخبز المدعوم، لتحقيق أرباح في صناعات غذائية أخرى. ومع ذلك، يبتزون الناس، ويحجمون عن توزيعه، ليعيدوا مشهد الحرب الذي تداوله البعض في صور مستعادة. 
 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024