وإن كان مطلع الأغنية التي حملت عنوان "رح نخلص من كورونا"، كوميدياً بهذه الصورة، فإن أصحاب الأغنية يتفوقون على أنفسهم لاحقاً، حيث تتالى الكلمات: "خرطشلي هالبخاخة عقملي يللي جنبك" أو "نحن شعبك سورية ما منركع غير لـ الله"، وغيرها من الشعارات التي تم تفسيرها بأنها "تجمع بين الشعارات الوطنية وصمود السوريين في مواجهة الحرب الكونية".


والحال أن الأغنية التي أداها المغني الشعبي طوني قوبا، لا تختلف بشيء عن خطاب النظام الإعلامي حول تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، حيث تم التعامل مع المرض الذي أصاب نحو 1.5 مليون شخص حول العالم وقتل أكثر من 75 ألفاً، بأنه عدو خارجي، فيما نشرت وسائل الإعلام الرسمية معلومات مضللة حول الفيروس واتهمت الولايات المتحدة بنشره في العالم من أجل ضرب حلفاء "الدولة السورية" بعد انتصارات الجيش السوري في إدلب، حسب تعبيرها.

ورغم اعتراف سلطات النظام بتسجيل 19 حالة إصابة بالفيروس في البلاد، توفي منهم شخصان، إلا أن منظمات حقوقية وصحية عالمية، اتهمت النظام بالتعتيم على المعلومات بشأن انتشار الفيروس. وأصدرت وزارة الداخلية السورية قرارات عديدة لتجريم تداول معلومات عن الفيروس من مصادر غير رسمية، فيما قام النظام بحملة دعائية واسعة لإظهار جهوده في مكافحة الوباء. ووصل ذلك إلى حد القول على الشاشات الرسمية أن سوريا هي الدولة الأولى على مستوى العالم في مجال الأمن الصحي، وأن دول الجوار استعانت بالنموذج السوري لمكافحة انتشار كورونا.