أمل حمادة.. المشهورة التي ظلمت نفسها!

المدن - ميديا

الأربعاء 2018/11/28
لم تكن اللبنانية أمل حمادة، التي توفيت الثلاثاء، نجمة سوشيال ميديا بالمعنى التقليدي. فشهرتها التي كسبت بها محبة كثيرين، لا تعود لنشاط كثيف في مواقع التواصل، بقدر ما تعود للكاريزما التي تمتعت بها والصراحة اللاذعة التي هاجمت بها النفاق في الوسط الفني العربي.


حمادة (41 عاماً) وصلت للشهرة بطريق الصدفة المحضة، خلال تقرير مصور لتلفزيون "المستقبل" من أحد شوارع العاصمة اللبنانية بيروت، وهناك قالت جملتها الشهيرة "انقرضوا الرجال"، لتتحول إلى "ميم" انتشر من لبنان إلى كافة الدول العربية.

للأسف لم تحول حمادة شهرتها الواسعة إلى نشاط أوسع عبر مواقع التواصل، فاقتصر وجودها على عدد من المقابلات التي أجرتها معها برامج وصفحات واسعة الانتشار، استغلتها للاستفادة من حدة لسانها ونقدها اللاذع لتحصيل مزيد من المشاهدات، التي تفيدهم كمنصات إعلامية أكثر مما تفيد حمادة نفسها، والتي تم تنميطها وتعليبها وتقديمها كعنصر يرد على تفاهة الوسط الفني العربي.

خلال هذه المقابلات، كرست حمادة نفسها كـ"ميم" مجدداً، في عباراتها مثل "مين ماخدة" التي بقيت تكررها في كل مرة تحدثت فيها عن المغنية اللبنانية ميريام فارس. ويعني ذلك أن حمادة حصرت نفسها في إطار رد الفعل البسيط، لا الفعل نفسه، كمحدد لمعنى النجومية عبر مواقع التواصل، ولا يعني ذلك انتقاصاً من شهرتها أو محبة الناس لها، بل هو دليل على أن المحبة الشعبية ترتبط بمحددات كالعفوية والتلقائية، والتي تغيب عن مشهدي الميديا التقليدية والسوشيال ميديا، في العالم العربي عموماً.

والحال أن حمادة امتلكت كافة مقومات البروز كنجمة في مواقع التواصل، لكنها لم تقدم على تلك الخطوة فعلاً. وفيما تمتلئ مواقع التواصل اليوم، بآلاف النجوم و"الفاشونيستا" والباحثين عن الشهرة، كانت الشهرة متوفرة أصلاً لدى حمادة، وللأسف لم تستغل الفرصة التي سنحت لها لتقديم برنامج خاص بها في "يوتيوب" أو حتى تقديم مزيد من الفيديوهات الخاصة، الخارجة عن سيستم المنصات الإعلامية، في "أنستغرام" أو حتى "فايسبوك".

هذه الازدواجية جعلت إطلالات حمادة عبر الإعلام التقليدي، كناقدة للوسط الفني، غير مبررة، لأنها لم تنشط أصلاً سوى ضمن تلك اللقاءات التي تحدثت فيهم كأي فرد من أفراد الجمهور لا أكثر، ويبرز هنا لقاؤها في برنامج "بلا تشفير" مع الإعلامي تمام بليق في وقت سابق من العام الجاري.

يذكر أن حمادة توفيت في مدينة النبطية، جنوب لبنان، بعد تعرضها لجلطة دماغية حادة. علماً أنها عانت من مشاكل صحية في الأونة الأخيرة أدخلت على إثرها المستشفى مرات عديدة.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024