إسرائيل: لبنان دولة ملعونة.. وهيروشيما بيروت سيغير الواقع

أدهم مناصرة

الأربعاء 2020/08/05
عكست الصحافة الاسرائيلية ارتباك مصادرها في قراءة الحدث اللبناني، بين تسليم البلاد لإيران و"حزب الله"، والامتعاض من إشارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى حدث مفتعل، بوصفه "يورط اسرائيل"، وبين "ضغوط على الحزب" فرضها التفجير، والتحذير بشأن ميناء حيفا.

غير ان الارتباك الاسرائيلي، لم يخفِ محاولة الاستثمار وإظهار الكيان على انه ذو وجه إنساني، عبر تعميم فكرة عرض المساعدة، رغم حالة العداوة بين البلدين، وإضاءة مبنى في احدى المدن الفلسطينية بالعلم اللبناني للإشارة الى "الانفتاح" و"التضامن الانساني". 

وعكست التحليلات افتراضات اسرائيلية، من غير أن تخفي الهواجس من أي تصريح أو واقعة تعزز فرضيات لبنانية بضلوع اسرائيل في التفجير، فيما تضارب التسويق الانساني لعرض تل ابيب، مع وقائع أخرى وشماتة اسرائيلية، تتمثل في اعلان بيروت "مدينة ملعونة"، بحسب ما جاء في "هآرتس". 


وكان العنوان الأبرز في صحيفة هآرتس مرفقاً بصور عامة تظهر حجم الدمار الذي ألمّ بمساحات شاسعة في بيروت بسبب الإنفجار، فكتبت: "كل شيء مهدم، صلوا للرب. هذه الدولة ملعونة. في بيروت يبحثون عن مفقودين وأجوبة".

وحاولت الصحيفة أن تؤنسن ما حدث عبر عرض صور مؤلمة للمصابين اللبنانيين، نقلاً عن وكالات دولية. وواكبت في الوقت ذاته أحدث الأرقام للضحايا والمصابين.

وقد تشابهت مجمل المعالجات الصحافية والاعلامية الإسرائيلية لما جرى في بيروت عبر القول إن "العالم مع لبنان، وأن إسرائيل عرضت المساعدة".

لكن صحيفة "إسرائيل اليوم" استغلت الفرصة لتقول إن "هيروشيما بيروت ستغير الواقع"، في محاولة للقول إن هناك الكثير من المتغيرات الأمنية والسياسية في المنطقة ستحدث نتيجة الكارثة.


في المقابل، كان العنوان الكبير في صحيفة "يديعوت احرونوت" هو "الانفجار في لبنان"، ثم عنوان فرعي "إنها فرصة لإيران. ضرر كبير سببه ترامب لإسرائيل". 

واعتبرت الصحيفة في التفاصيل أن فرصة إيران تمكن في التمركز وإيصال أسلحة دقيقة التصويب واستراتيجية لحزب الله، انطلاقاً من حالة الخراب والفوضى التي تحصل.. وأما المقصود بالضرر في العنوان، فهو تصريح ترامب بأن الإنفجار مقصود ونتيجة هجوم، فهذا قد يضر بإسرائيل التي أعلنت عدم مسؤوليتها عما حدث وأنها مقتنعة أنه كان نتيجة سبب عرضي غير مقصود".

القناة 13 الاسرائيلية، عالجت كارثة بيروت من أكثر من جانب، وبعنوان رئيسي مفاده "انفجار بيروت نقطة تحذير لإسرائيل بشأن ميناء حيفا".

وتفسر القناة 13 التشابه عبر القول إن ميناء بيروت يشبه إلى حد كبير ميناء حيفا، حيث يتم تخزين المفرقعات والأمونيا في حاويات مستودعاته، موضحة أنه يجب على أي "شخص يرى الكارثة في بيروت أن يفهم أنه يمكن أن تحدث هنا أيضًا في ميناء حيفا".


وأشارت القناة إلى أنه في الوقت الذي يعرب فيه المسؤولون اللبنانيون عن غضبهم بعد انفجار وقع في مستودع بمرفأ بيروت خزن أكثر من 2750 طنًا من نترات الأمونيوم لمدة سنوات، أثار الإسرائيليون مخاوف بشأن مخاطر مماثلة في ميناء حيفا.
  
ثم يبرز عنوان آخر في القناة نفسها يتحدث عن إضاءة مبنى بلدية تل ابيب العلم اللبناني تعبيراً عن التضامن مع بيروت في محنتها، مدعية أن هذه البلدية لمدينة تعتبر ليبرالية مقارنة بمناطق أخرى في إسرائيل أراد أن تقول إن "الانسانية تقتل اي صراع سياسي".
القناة 12، بدورها، اعتبر المحلل العسكري فيها روني دنيال، ان انفجار بيروت قد تكون نتائجه جيدة لإسرائيل، من ناحية أنه قد يهز حزب الله اللبناني، والنتائج قد تكون جيدة لإسرائيل، على الأقل بشكل مؤقت.

وأضاف دانيال في مقال له، إن حزب الله سيدرك من الناحية الداخلية أنه سيدخل في مرحلة هدوء مؤقتة، وبالنسبة لإسرائيل، يجب أن تبدأ بتسريح الجنود على الجبهة الشمالية، وإبقاء عينها مفتوحة.

وبحسب المحلل الإٍسرائيلي، "يبدو أن حزب الله يعيش الآن تحت ضغوطات كبيرة، وليس صدفة ألغى نصر الله خطابه المقرر اليوم، حزب الله يشخص للانتقادات الداخلية الموجهة إليه، مع بدء التحقيقات بالحادثة. لكن حتى لو وجدت أدلة ضده، فستتردد الحكومة اللبنانية في توجيه الاتهام لحزب الله، بأنه قام بتخزين مواد غير آمنة بالمرفأ".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024