هل يستدرج باسيل "القوات" الى مناهضة النازحين؟

نور الهاشم

الخميس 2019/06/13
الصدمة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي إثر إطلاق وزارة العمل حملتها الاخيرة "#سوي_وضعك"، لا تحتمل هذا الكم من الامتعاض والصدمة، طالما أن القرار حكوميّ، وليس قراراً حزبياً من حزب "القوات اللبنانية" الذي يعتبر وزير العمل كميل ابو سليمان أحد ممثليه في الحكومة. 
فالحملة، هي جزء من قرار حكومي لـ"لبننة" العمالة اللبنانية، وليس قراراً سياسياً، ويقول مؤيدوه من الافرقاء السياسيين انه قرار سيادي لتنظيم العمالة الأجنبية، سواء أكانت سورية أو غير سورية، وليس قراراً عنصرياً ولا للتضييق على السوريين، رغم أن الحملة جاءت في أعقاب التضييق على النازحين السوريين، الأمر الذي أثار موجة غضب واستياء شعبي. 

وللمفارقة، فإن قرار وزارة العمل، الى جانب الإجراءات الاخيرة تجاه النازحين السوريين، هي الاكثر تواجداً في الضوء، وهو ما يرفع حجم الاستياء. وجاءت الحملة الاخيرة لوزارة العمل التي أعلنها الوزير أبو سليمان لترفع من نسبة الاعتراض على حزب "القوات"، كونه وضع اعلان الحملة في صفحته العامة في فايسبوك. 

الحملة ظهرت تحت شعار "ما بيحرّك شغلك غير إبن بلدك"، وهي حملة وزارة العمل لتسوية أوضاع العمال غير الشرعيين في لبنان. فالوزارة لم تقل انها حملة ضد السوريين او اللاجئين. وتبدأ مهلة السماح للشركات من 10 حزيران الى 9 تموز 2019، وسط دعوة وهاشتاغ #سوّي_وضعك. 

بمجرد ظهور الحملة، اقتيدت الى سياق سياسي، وذلك بعد حملة "التيار الوطني الحر" ضد اللاجئين. قرأت الحملة على انها تحول في موقف القوات اللبنانية تجاه اللاجئين السوريين، وبأن وزير الخارجية جبران باسيل سحبهم الى موقعه السياسي الضاغط على اللاجئين، على قاعدة ان باسيل أجرى عملية توجيه جديدة للسلطة وأحزابها المكوِّنة للحكومة، بعدما فرض الشارع المسيحي على "التيار الوطني الحر" خيارات سياسية، وفرض، استطراداً، على "القوات" خيارات أيضاً. 

لكن الحملة لا تقول ذلك، بصرف النظر عما إذا كان "كلام حق" يُراد به الضغط على اللاجئين، ومحاكاة الشارع المسيحي بمعظمه "الممتعض" من اللاجئين السوريين، والمتخوف "وجودياً". تقول الحملة ان الاجراء قانوني، مرتبط بالقانون اللبناني، وبتشغيل اللبنانيين ومنحهم أولوية في سوق العمل. 

ولاقت الحملة ترحيباً من قبل لبنانيين تحت وسم #سوّي_وضعك، إذ كتب مغرّد: الحملة الصّح والشغل الجدّي و المسؤول بيجي من وزير مسؤول. 

ودافع قواتيون عن الحملة، إذ كتب مغرد: مهما كان الوضع من سيء الى أسوأ دائماً هناك بالحياة بصيص أمل والتفاؤل يأتي دائماً من حراس الجمهورية أنهم السد المنيع بوجه المعاصي #سوّي_وضعك وإلى الأمام لكي ننهض بوطن ونرتقي إلى أعلى المستويات. 


©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024