البحرين.. حراس اسرائيل

نور الهاشم

الثلاثاء 2019/06/25
ليست هناك صورة أكثر اذلالاً للجهود العربية لمقاطعة اسرائيل، من تلك التي نشرها اليوم اسرائيلي، يحمل جواز سفره أمام "الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني". فهي لا تنهى وظيفة الجمعية كقوة ضغط غير تنفيذية، بقدر ما تسخر منها، ومن الجهود العربية لمقاومة التطبيع، بما يتخطى المساحة الجغرافية التي تقيم فيها الجمعية.


وظهرت الصورة صباح اليوم في مواقع التواصل، وأحرزت انتشاراً كبيراً في أوساط المغردين العرب الذين عبّروا عن سخطهم، لكنه في الواقع سخط احتجاجي بلا مفعول. فالاسرائيلي الذي لم تُعرف هويته بعد، أراد استفزاز العرب، وإثارة سخطبهم واستثارة غضبهم، وحقق ما يريده.

والصورة، هي الجزء المعلن فقط من رحلة تحول تشمل بعض الدول العربية، من بينها البحرين طبعاً، باتجاه اسرائيل، تحت مسمى "التحضير للسلام عبر خطة اقتصادية". ما دون الصورة، هو ما تمّ التحضير له سرّاً، وفضحه التلقّف الاسرائيلي على مستويات تتجاوز السياسية والاقتصادية، لعل باكورتها تلك الصورة التذكارية التي يسخر فيها الاسرائيليون من مواطني البحرين، اولئك الذين كانوا مقتنعين بمقاومة التطبيع ويحافظون عليه ثقافياً، أسوة بالبحرين نفسها التي تسخر من مواطنيها بهذا الجانب ايضاً.

في ذلك، تتشابه السلطة في البحرين، مع المزاودين الاسرائيليين. الطرفان نالا من شعب حافظ على منظومة قيم مقاومة للتطبيع منذ وقت طويل، وكان في بداياته بدفع رسمي، بالتأكيد، قبل أن تتغير وجهة البلد، ووجهة نظرها حيال القضية الفلسطينية. وقبل أن تتحول السلطة، ومعها دول عربية تدور البحرين في فلكها، نحو حراسة اسرائيل، رغم العداء الشعاراتي المعلن تجاهها.

والحال ان هناك تحولاً نحو صداقات أخرى، ليس الشعب الفلسطيني من بينها، الا في جانب واحد موجود في قلوب المتحولين، وليس عقولهم. فإسرائيل، كسبت معركة عقول العرب، أما قلوبهم فليس بعد، وهو ما يحافظ على لافتة في المنامة، كتلك التي التقط الاسرائيلي صورة تذكارية تحتها. ولا مجال للإنكار بأن المشاركين في مؤتمر البحرين اليوم، لا ينكرون، بالشكل، محبتهم للفلسطينيين، لضرورات الاستمرار في السلطة، لكنهم في الواقع يطبّقون المثل القائل: "قلوبنا معك، وسيوفنا عليك".

وعليه، تفيد الصورة المنشورة اليوم بأن اسرائيل هي أكثر من أمر واقع بالنسبة للمشاركين في مؤتمر البحرين. هي صديق، وربما أكثر قرباً من الفلسطينيين اليهم. ثمة ما يجمعهم بها، سياسياً واقتصادياً، في مقابل ما يبعدهم عن الفلسطينيين. أما أولئك الذي ما زالوا مقتنعين بأن التطبيع قائم، فعليهم سلام من فلسطين، وسخرية من اسرائيل، ليس أقلها صورة الذل المنتشرة أخيراً في مواقع التواصل الاجتماعي.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024