من يتظاهر في وسط بيروت؟ ولماذا؟

المدن - ميديا

الأحد 2019/09/29



خلت الاحتجاجات التي نفذها غاضبون من تدهور الوضع المعيشي الاحد من المحفزات، فلا خطاب محدداً، ولا شعارات واضحة. تضارب الشعارات والاهداف، أفقد الحركة الاحتجاجية الضرورية مؤثراتها، فتقلص عدد العازمين على التظاهر، فيما انقسم الغاضبون من تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي بين مؤيد، ومعارض للمتظاهرين أنفسهم. 

والحال ان التسييس، أفقد التحرك زخماً كان مطلوباً ليتحول الى بذرة ثورة ضد السلطة. كالعادة، دخلت السياسة فأفسدت الاحتجاج نكهته، فانسحبت قناة "او تي في" من التغطية، فيما رفض مؤيدو "حزب الله" شعار "كلن يعني كلن"، وتم تبادل الاتهامات بين أنصار "الوطني الحر" و"حركة أمل"، فلم يبق في التظاهرة الا الملتاعين، والثوريين الحالمين بالتغيير المستحيل في لبنان، في هذا الوقت على أقل تقدير. 

الاحتجاجات، تصدرت تغريدات اللبنانيين في مواقع التواصل، حتى تندر البعض بأن الثورة في "فايسبوك" أكبر من حجمها في الميدان. هنا، في المواقع الافتراضية، يمكن أن تجد من ينصح ويوجه: "الشعارات الكبرى كإسقاط النظام أو الحكومة لا تنفع، الشتم والأسماء لا ينفعان. شعاران أساسيان: وقف الفساد وتطبيق القانون، رفض الوضع المعيشي المتردي. لا غير". 

وفي المقابل، تجد اعلامياً ينتقد الشعب، فيتم التعرض له بالهجوم والانتقاد. كتبت جيسيكا عازار في حسابها: "لو نحنا شعب بيعرف يحاسب.. ما كنا وصلنا لهون.. تعو نعمل انتخابات بكرا منرجع للاسف مننتخب نفس الاشخاص.. كيف بدو يتحسن الوضع ونحنا شعب ما منتجرأ لا نغيّر ولا نحاسب؟؟؟"

والحال ان رافضي التظاهرة انقسموا بين اثنين: أولهما المؤيد للتيار الوطني الحر لانه يعتبرها مظاهرة ضد العهد، ويتوجس من زعزعة الاستقرار في الشارع الذي سيؤثر حكماً على صورة العهد. أما الثاني، فهو المعارض لفكرة التظاهر أساساً، ويسأل عن التظاهر لمصلحة من؟ وهو مؤيد، بالضرورة، للسياسة الاقتصادية التي تتبعها الحكومة ولا يعتبر نفسه متضرراً من الاجراءات الاقتصادية، ويرفض تحميل حاكم مصر فلبنان المسؤولية، أو الحكومة كامل المسؤولية، ولا يتردد في القول ان الازمة ناتجة عن تراكم. 

وبينهما، ثمة من هو واضح في خياراته. النائب سمير الجسر قال في تغريدة: "الرئيس سعد الحريري يتحمل المسؤولية في ظرف من أصعب الظروف التي مر بها البلد..فالوضع الإقليمي المتأزم، بين الحروب الأهلية والصراعات الإقليمية والتدخلات الدولية، يلقي بظلاله على البلاد تاركا تداعياته على لبنان بكل الأبعاد السياسية والإقتصادية والمالية والأمنية...إضافة الى إنقسامات سياسية، في الداخل، حادة ودقيقة وحساسة لا توفر البلد في أمنه وإقتصاده... أوضاع صعبة عرفنا أشباهها من قبل وإستطعنا بالتفاهم في ما بيننا وبتقديم المصلحة الوطنية على كل ما عداها وبإرادة الرجال المخلصين أن نخرج منها الى وضع مزدهر. ونسأل الله الهداية لنا جميعا والعون لدولة الرئيس ولكل القادة المخلصين وإلهامهم سواء السبيل لإخراج البلاد من محنتها". 
أيضاً، ثمة من لا يعلن عن اسباب رفضه، فينتقد ظواهر نتجت عن التظاهر.  تقول مغردة: "شو ها الشعب الراقي اللي نازل يضرب القوى الأمنية ليطالب بحقوقه يا عيب الشوم .. مش هيك منطالب بحقوقنا مش بالعنف ولا بتسكير الطرقات بوجه شريكك بالوطن". 




والحراك العوني المباشر ضد التظاهرة، ظهر في تغريدات نواب تابعين لـ"التيار" بينهم النائب حكمت ديب الذي قال في تغريدة له في "تويتر": "يللي مفتكر أنو ميشال عون جابو السوري لأنو أضعف ضابط أو الإسرائيلي لينفذلو أجنداتو أو ما بمثل شعبو، يصحح معلوماتو". واضاف: "ما تجربونا". 



وانتقد كثيرون الاداء الاعلامي لقناة "او تي في" بالنظر الى انها بثت حفلة زجل، فيما تنقل كافة المحطات وقائع التظاهرة. وتعرض الزميل جورج عقل لمحاولة اعتداء واطلاق شعارات نابية في حقه وحق قناة الـotv التي يعمل كمراسل لها خلال التظاهرة في وسط بيروت. واعتذرت القناة عن مواصلة تغطيتها لتحرك رياض الصلح وما رافقه بعد التعرض لفريق عملها.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024