اللاجئة السورية سولين عمر.. أفضل عارضة أزياء في ألمانيا؟

المدن - ميديا

السبت 2021/03/27
سولين عمر، هي فتاة سورية لاجئة في ألمانيا مع عائلتها منذ خمس سنوات، تحظى اليوم بشهرة واسعة بعد تقدمها في مراحل برنامج "Germany’s Next Topmodel" (عارضة أزياء ألمانيا) وتسعى فيه لأن تصبح أفضل عارضة أزياء في البلاد.


والبرنامج هو النسخة الألمانية من البرنامج الأميركي "America’s next top Model" تعرضه قناة "برو زيبين" المحلية، وتقدمه النجمة العالمية هايدي كلوم. ويحظى برنامج الواقع باهتمام إعلامي في ألمانيا، وتصفه صحف محلية بأنه يتخطى الدراما السطحية التي تقدمها برامج تلفزيون الواقع، هذا العام. فسولين المقيمة في مدينة هامبورغ، تجلب إليه تذكيراً صارخاً بمآسٍ حقيقية في العالم الخارجي، تتخطى الغيرة والدراما والتفاهات التي تحصل عادة خلف الكواليس.

ورغم ذلك، تبقى مسيرة سولين في البرنامج مماثلة لمصير سوريا في السياسة العالمية. ويعني ذلك أن هنالك محاولة دائمة في البرنامج لعكس استياء عام وملل من قصة معاناة سولين الشخصية، من طفلة عانت من القصف والموت والحرب في بلادها، ثم اللجوء في تركيا، قبل التوجه إلى ألمانيا حيث تفوقت في الشهادة الثانوية، لتختار التقدم للبرنامج إلى جانب إجادتها خمس لغات وهي في التاسعة عشرة من عمرها فقط.

وهنا، تركز الكاميرات عادة على عيون المشاركين والجمهور التي تدور نحو الأعلى بملل وتبرّم عند ذكر ماضي سولين وقصص الحرب في سوريا، بشكل لا يحدث مع قصص المشاركين الشخصية الأخرى. وفي إحدى الحلقات كان الموضوع يتمحور حول التعامل مع الصحافة، لكن الصحافيين الذين حضروا إلى البرنامج ونشروا قصصاً عن سولين لاحقاً، تجاهلوا الكثير من التفاصيل التي تعطي معنى للصحافة الحقيقية والجادة، واهتموا بالتفاهات التي تحدث في الكواليس، مثل الغيرة العامة من نجاح سولين من قبل مشتركات أخريات، لا أكثر.

وحتى ضمن مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن ملاحظة تعليقات كثيرة تسخر من سولين، مثلاً: "نحن نعرف أنك أتيت من سوريا، لا نهتم بقصة حياتك مرة بعد مرة"، مع ضحكات دراماتيكية. كما أن تلك التعليقات تلاحقها من قبل الجمهور العربي والمسلم أيضاً، الذين، بدلاً من الاحتفاء بنجاحها، يصفونها بالفجور والانحلال الأخلاقي.

في السياق، تعرّف الصفحة الرسمية للبرنامج، سولين، بأنها فتاة تتحدث خمس لغات، تخرجت من المدرسة الثانوية وتحب الوقوف أمام الكاميرا والقيام بأدوار متنوعة، ويشيد أصدقاؤها بروحها المرحة وحماسها للحياة، وأنها تتقن الرقص والرسم والعزف على آلة البيانو. وفي مقطع فيديو، تحدثت سولين عن أن البرنامج أكثر من مجرد عنوان، بل هو "رسالة"، موضحة: "أريد أن أحقق شيئاً وأظهر للناس بهذه العبارة: مرحباً، هذه أنا، لقد واجهت الكثير، وتعثرت مرات، لكن ها أنا ذا، لقد وصلت".

وتشتاق سولين لوطنها، لأن سوريا ستظل دائماً جزءاً منها، على حد تعبيرها، لكنها تعلم أيضاً أنها وصلت إلى ألمانيا، وهي تريد أن تعيش شغفها، وأن تصبح عارضة أزياء، وأوضحت: "منذ أن كنت صغيرةً، وقفت أمام المرآة، ونظرت إلى نفسي، وقمت ببعض الحركات ورقصت، وأدركت أن ذلك لن يكون من أجل المتعة فقط.. لقد أحببت أن أكون أمام الكاميرا".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024