جو معلوف لـ"المدن": ثلاث خطط لجعل لقب"سفير"فرصة تغيير

المدن - ميديا

الجمعة 2019/05/03
المفهوم السائد لسفراء النوايا الحسنة والمنظمات الدولية في العالم العربي، يغيّره الاعلامي جو معلوف ببرنامج عملي، كسراً للتقليد القائم على التباهي بلقب لا يقترن بأفعال ملموسة. 
منذ تعيينه سفيراً للإتحاد لحماية الأحداث في لبنان، خلال الشهر الماضي، بدأ مقدم برنامج "هوا الحرية" على شاشة "ال بي سي" جو معلوف، بوضع خطة عمل أطاحت إجازته المرتقبة الأسبوع المقبل بالتزامن مع توقف برنامجه خلال شهر رمضان، إذ أحالها الى اجازة مهنية. وهو يعقد اجتماعات في الولايات المتحدة لتقديم مقترحات لإنشاء إصلاحية في لبنان يمولها برنامج مساعدات الحكومة الاميركية USAID، وهي خطة من ثلاث، يسعى معلوف لتنفيذها بعد تعيينه في هذا الموقع. 

ينطلق معلوف بخطته العملية من أنه لا توجد في لبنان أي إصلاحية للأحداث حتى الآن. ثمة اصلاحية سيتم افتتاحها في العام 2020 في الوروار، وستتسع لنحو 100 سجين من الأحداث، وهي لن تكفي بطبيعة الحال، بالنظر الى ان لبنان حتى الآن يفتقد الى مكان مثالي لتعليم الأحداث وتأهيلهم وفق معايير حقوق الانسان العالمية. 

مدعوماً بشكل غير محدود من وزيرة الداخلية، ريا الحسن، يمضي معلوف باتصالاته وجولاته. يقول لـ"المدن": "لن تتوقف الخطط العملية مع برنامج "يو اس ايد"، سأتابع اتصالاتي لاستقطاب دعم دولي لإنشاء أكثر من إصلاحية في المناطق". ويشير الى ان مساعيه تهدف الى تعليم الأحداث وتوفير فرص الرعاية والمتابعة النفسية بعد انقضاء محكوميتهم، فضلاً عن التأكيد على أنهم يحظون بفرصة التعليم. فهو بذلك، يضع اصبعه على الجرح المزمن في لبنان، منطلقاً من عشرات الحالات التي أثرت فيه، وحفرت في ذاكرته، وكان لصيقاً بها من خلال برنامجه المستمر منذ سنوات على القناة. 

وانشاء الإصلاحيات، هو واحد من ثلاثة مشاريع يعمل على تنفيذها. أولها تأهيل قفص بعبدا الذي يجري فيه التحقيق مع الأحداث والاستماع اليهم، ويؤكد معلوف أن هذا المكان المخصص لتوقيف الأحداث "ليس مكاناً مؤهلاً للاستماع لهم، ويجب أن يتم تأهيله في أسرع وقت". 

أما المشروع الثالث، فهو تأهيل وتجهيز طابق الأحداث في سجن روميه المركزي بتمويل من شركة "الفا" للاتصالات، لأن المكان "غير صالح أيضاً". أجرى اتصالات بمدير عام قوى الأمن الداخلي، اللواء عماد عثمان، وحصل على موافقة قوى الأمن، كما وزارة الداخلية، لتأهيل الطابق. سيتم تزويده بمكتبة عامة، وردهات للألعاب التربوية، وتحويله الى مكان "صالح للتأهيل" لجهة النظافة والترتيب "كي لا يدخل الأحداث ويتحولوا فيه الى الاسوأ"، كما يقول، لافتاً الى ان هناك ضرورة لتحويل المكان الى مكان يتمتع بكافة مقومات الاحترام للأحداث، بغرض تأهيلهم. 

وتنطلق مساعي معلوف الانسانية من حيثيتين. الأولى، مشاهداته واحتكاكه بهذه الفئات المهمشة من خلال برنامجه الذي يحقق أرقام مشاهدة عالية، ويؤثر في الناس. والثانية، من اعتبار شخصي، تحدث عنه في لقائه الاخير مع نيشان، مساء الاربعاء الماضي، عنما اختبر الالم النفسي جراء ظروف نشأته وطفولته. وإذا كان الاعتباران قد أثرا فيه لتحويل اللقب الى خطة عملية، فإن إصراره على المتابعة هو حافز آخر، وهو ما يتمثل في أدائه التلفزيوني، حيث يتميز بمتابعة ضيوفه وقصصهم حلقة تلو الأخرى، ما أكسبه ثقة المشاهدين وطالبي المساعدة. 

وتم الإعلان عن اختيار الاتحاد لمعلوف سفيراً له، منتصف الشهر الماضي. وقال معلوف في الحفلة التي حضرتها وزيرة الداخلية ريا الحسن، أن "حماية الاحداث تبدأ من المنزل ومع العائلة، فكل من كتب له أن يعيش في عائلة تحضنه وتحصنه وتحميه من المجتمع الظالم، هو محظوظ".

وقال: "عندما تجلس مع طفل أو طفلة ويخبرونك كيف تعرضوا للتحرش أو الاعتداء أو الاغتصاب وترى في عيونهم الانكسار أو الضعف، وتشعر بخسارتهم لبراءة الطفولة وأنت لا تستطيع أن تعيدها اليهم، لقد خسروا طفولتهم رغماً عنهم، وأنت لا تستطيع الدفاع عنهم أو أن تساعدهم بشيء". 

وأضاف: "قضاة الأحداث الذين أوجه لهم ألف تحية على دعمهم لقضية الأحداث في لبنان، واحياناً هؤلاء القضاة لا يجدون جمعية تستقبل القاصر المتعرض لاغتصاب أو تحرش او غير ذلك، فماذا يستطيعون أن يفعلوا؟ هل يأخذون القاصر معهم الى بيوتهم؟ على هذا المستوى نحن مقصرون جداً في لبنان بحق أولادنا جميعاً، لأنه يمكن في أي بيت من بيوتنا احد أولادنا يتعرض لذلك".

وقال: "لبنان الذي يأتيه التمويل لتعليم اكثر من نصف مليون سوري، وهذا حقهم في التعليم. وهنا الا نستطيع تأمين التمويل لبناء اصلاحيات لنؤوي ونحمي كل طفل وكل قاصر دمرت حياته؟ إننا قادرون على ذلك إذا أردنا. ألا نستطيع أن نتحد جميعاً، وزارات ونواباً وجمعيات وإعلاماً ومجتمعاً مدنياً، لكي نؤسس مجتمعاً سليماً؟ بالطبع نستطيع إذا أردنا".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024