ما المطلوب من الله في محطة كورال؟

قاسم مرواني

السبت 2021/09/04
بعدما أقيمت صلاة الجمعة، في محطة كورال للمحروقات في الجية، بإمامة الشيخ علي حسين، احتجاجاً على ما يتعرض له المواطنون من إذلال لملء سياراتهم بالوقود، انتشرت في مواقع التواصل، صور للمصلّين المحطة، ومنشورات شابتها السخرية والاستهجان من اليأس الذي وصل إليه اللبنانيون لدرجة إقامة صلاة في المحطة، والتي لا تختلف كثيراً في دلالاتها ورمزيتها عن استعراضات أخرى في السياق.



وفيما طغت الاعتراضات على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها صلاة الجمعة للإحتجاج على أوضاع اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية. بل حدثت سابقاً في المسجد الأقصى، وفي تعز في اليمن، وفي أماكن مختلفة أخرى، إلا أن رمزية الصلاة ترتبط بالمكان الذي تؤدى فيه، وفي سبيل الاحتجاج على الوضع القائم في لبنان، وربما كان من الأجدى إقامة الصلاة قرب السراي الحكومي أو مجلس النواب، أو في ساحة الشهداء، لتكون لها رمزية سياسية ورسالة أقوى.

أما اختيار محطة كورال الجية من أجل إقامة الصلاة، فينحصر هدفها في المطالبة بصفيحة بنزين أو تنظيم أفضل للطوابير الطويلة أمام المحطات.

وهنا، أعطت محطة كورال في الجية، لصلاة الجمعة الاحتجاجية، معنى مشابهاً لصلاة الاستسقاء، حين تحبس السماء أمطارها ويشعر المؤمنون بالعجز وباتوا غير قادرين على الحصول على الماء، فلا يجدون سبيلاً سوى الخروج إلى البراري لإقامة صلاتهم ومناجاة الرب عله يشفع بهم.

اليأس نفسه والعجز نفسه الذي يدفع بالبعض اليوم إلى أداء صلاة الجمعة في محطة محروقات، على الرغم من علمهم المسبق بالمتسبب بمعاناتهم وطرق الحل وكيفية التخفيف من الأزمة على أقل تقدير.

في مناجاة الناس لربهم خلال الصلاة، ما هو المطلوب من الله في محطة كورال؟ يتساءل بعض الناشطين على مواقع التواصل، أن يصبّر الناس الذين ينتظرون في الطوابير؟ أن يشد أزرهم ويسرع وصولهم إلى خراطيم التعبئة؟ أن يمطر بالبنزين فوق لبنان؟ أم أن يحنن قلوب السياسيين على شعبهم؟ 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024