جواد نصرالله يتخلى عن أشهَر مدوّن مؤيد لحزب الله

المدن - ميديا

الثلاثاء 2015/07/28
لم يجد أشهَر المدونين اللبنانيين عباس زهري، نصيراً له، في معركته ضد جيري ماهر. تجمّد حساب زهري في "تويتر"، ليل الاثنين الثلاثاء، قبل أن يُغلق نهائياً صباح اليوم "بمساعدة حكومات"، كما أعلن جيري، فيما لم تصل حملة الدعم التي احتاجها زهري لاستعادة حسابه، الى العدد الكافي الذي يؤهل "تويتر" للإستجابة، بسبب تمنّع ناشطين معنيين يمتلكون عدداً كبيراً من المتابعين، عن الإستجابة، وبينهم جواد نصر الله، نجل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

وأثار إحجام نصر الله عن دعم حساب "السلطة الخامسة"، موجة من الإستياء في صفوف أنصار زهري، نظراً لأن الأخير، خاض ضد جيري معركة بالوكالة عن حزب الله، وعن أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت الذين يدفنون موتاهم في مقبرة "روضة الشهيدين". وتعاطي نصر الله مع تغريدات جيري، وكأن شيئاً لم يكن، أثار إستغراب المتابعين له، ومستخدمي "تويتر" في لبنان.

وكان جيري، دعا في تعليق مسيء في صفحته في "فايسبوك"، الى رمي النفايات اللبنانية في مقبرة "روضة الشهيدين"، كحل لأزمة النفايات، وهو ما أثار حملة ضده في مواقع التواصل الإجتماعي، قادها زهري في اليوم الأول، ونجح في إجبار "تويتر" على حذف تلك التغريدة.

مبررات جواد نصر الله، التي لم تقنع الناشطين، تمثلت في قوله: "إذا أنا بدعم عباس بدن يستغلوها ضده ويقولو انو هو بالحزب... عباس كان صوت حر وشريف وفي حدا تافه عم يلعب عليه". وتحت ضغط مغردين آخرين، وجهوا اللوم لنصر الله، بالقول إن زهري "محسوب عالحزب بدعم وبلا دعم"، قال نصر الله: "ما في شك أنا بطرف عباس، وأكيد بدعمو، بس ما بدي اعمل قيمة لهيداك التافه مش أكتر، واللي صار هو لعباس مش عليه".

غير أن هذا السبب، لا يقنع ناشطين استغربوا من عدم دعم زهري من قبل جواد. ربما يعود التمنع، الى تأييد زهري لمديرة الأخبار في "تلفزيون الجديد"، مريم البسام، أثناء معركتها مع جواد نصر الله في "تويتر" قبل ثلاثة أشهر، حين انتقدت موقف حزب الله من اليمن. واللافت، أن مراسلة "الجديد" نوال بري، التي كانت من المؤيدين أيضاً لموقف محطتها في تلك المعركة، وانتقدت حزب الله إثر ابعاد مراسلي التلفزيون عن الرحلة الاعلامية التي نظمها الحزب الى القلمون، لم تدعم زهري اليوم أيضاً، رغم أنها تلقت الدعوة لذلك. وجاءت الدعوة من ناشطين يطالبون مغردين أمثال جواد نصر الله ونوال بري، ممن يمتلكون عدداً كبيراً من المتابعين، لدعم زهري.

وكان جيري ماهر، وهو اعلامي لبناني معارض لحزب الله ويقيم في السويد ويدير اذاعة "صوت بيروت"، كتب في صفحته في فايسبوك ثلاثة تعليقات شن فيها هجوماً على حزب الله اللبناني، ودعا الى رمي النفايات في "مدافن قتلاهم في بيروت"، وهو ما أثار حفيظة كثيرين، من جمهور الحزب ومن ذوي لبنانيين مدفونين في المقبرة نفسها، وقد حمّل أحد التعليقات على حسابه في "تويتر". وحذف موقع "تويتر" ليل الأحد – الاثنين، التغريدة المسيئة، بعد تبليغ من زهري.

وإثر حملة الانتقادات، قدم جيري اعتذاراً قائلاً: "أعتذر من الاصدقاء الذين مستهم منشوراتنا اليوم، المقصود كان الحديث عن قتلى حزب الله الإرهابي في روضة الشهيدين، وليس عموم الناس من المدنيين، فنحن لا نستهزئ بالموت وكنا غير مدركين لطبيعة هذا المكان واعتقدنا انه مكان مخصص لدفن قتلى تنظيم حزب الله الارهابي ولكن بمساعدة بعض الاصدقاء من الطائفة الشيعية فهمنا الموضوع اكثر". واستتبع بشكر، قائلاً: "عندما يتحول جمهور حزب الله الإرهابي إلى دعاية مجانية .. لا نقول إلا شكراً لكم".

غير أن القضية، باتت اليوم تشبيحاً. فقد أقفل حساب زهري، على ضوء نشر رقم هاتف جيري في حسابه في "تويتر".. بينما، رد جيري، مدعوماً بحكومات لايقاف حساب زهري، قبل أن يهدده بطرده من وظيفه، قائلاً: "اللبناني الذي يعمل في إحدى دول الخليج العربي وجمدنا حسابه على تويتر بضع ساعات، سنعيد التجميد لاحقاً وسيعود إلى بيروت قريباً!". واستتبعها بتغريدة أخرى قال فيها: "يعمل بعض اللبنانيين المناصرين لحزب الله على استهداف بعثات دبلوماسية خليجية في ‫الإمارات‬ وسيتم تسليم معلومات بخصوصهم خلال ساعات".

الواقع اليوم، أن زهري يتعرض لتهديد بطرده من عمله في الامارات العربية المتحدة، كما ألمح جيري، فيما يمتنع حزب الله عن دعمه. والمعروف أن زهري، كان يعرف عن نفسه في حسابه في "تويتر" بأنه لبناني من حارة حريك، ويكره الإخوان و"داعش" و"النصرة" وسمير جعجع، ويتبعه أكتر من 900 ألف متابع في "تويتر".
فهل النكايات هي الأساس عند جواد نصر الله؟ وهل أخطأ عباس زهري في التعويل على حزب الله بدلاً من أن يحفظ لنفسه مسافة كمدوّن يسعى لأن يكون مستقلاً، ولو نسبياً، فيحظى بدعم لبنانيين متنوعي الانتماءات؟ وهل تجدر ملاحقة جيري ماهر لأنه مسّ بالشيعة فقط، أم لأن تعليقه عنصري بشع، بصرف النظر عن الجهة التي يوجهه إليها؟ أسئلة لم يعالجها نقاش طالبي الدعم و"ممانعيه".    
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024