الدراما السورية: التشبيح باقٍ ويتمدد

المدن - ميديا

الخميس 2020/07/09
أعلنت وزارة الإعلام في حكومة النظام السوري، أنها تعمل على إنجاز مسلسل تلفزيوني "يعكس بطولات وتضحيات الجيش العربي السوري في مواجهة العدوان الإرهابي على سوريا"، في أحدث المشاريع التي تستخدم الدراما المحلية لنقل صورة مشوهة عن ما جرى في البلاد خلال السنوات العشر الماضية.

وقالت الوزارة في بيان، نقلته وسائل الإعلام الرسمية، أن الوزير عماد سارة ناقش مع لجنة شكلت خصيصاً لأداء المسلسل، مراحل وخطوات جمع "القصص البطولية" لجيش النظام ومعالجتها درامياً لإنتاجها في مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي، التي قدمت هذا الموسم عملاً وحيداً هو مسلسل "حارس القدس" الذي واجه اتهامات كثيرة بالتسييس، خصوصاً أنه يروي قصة حياة المطران هيلاريون كابوتشي الذي كان مقرباً من النظام.

ولم تكشف الوزارة عن اسم المسلسل الذي يتم التحضير له ولا الأسماء التي ستشارك فيه، ويبدو أن المشروع ككل مازال في خطواته الأولى، فيما قدم أعضاء اللجنة التي تضم ضباطاً من الإدارة السياسية وكتّاباً وإعلاميين حربيين و مؤرشفين مقترحاتهم حول تجميع القصص المطلوبة، بإشراف أعضاء اللجنة من الإدارة السياسية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها وزارة الإعلام هذه النوعية من القصص التي تنقل سردية النظام السوري عن الحرب والثورة في البلاد بأسلوب درامي، وتبرز مسلسلات كثيرة لا يمكن وصفها سوى بـ"التشبيحية" منها "بلا غمد" العام 2016 و"روزنا" العام 2018، وحتى مسلسل "ترجمان الأشواق" الذي منع من العرض قبل إدخال خط درامي مواز عليه يصور "بطولات" جيش النظام.

وشكلت هذه النوعية من المسلسلات، امتداداً للبروباغندا الرسمية، وطريقة لمخاطبة الجمهور المحايد، وتحديداً الجمهور العربي الأوسع، وتقديم جيش النظام الذي اعتمد سياسة الأرض المحروقة في قمع الشعب السوري الذي طالب بالحرية، كمدافع عن العدالة ومقاوم للإرهاب التكفيري والداعشي.

وكان مجلس الشعب السوري، شهد نقاشات حادة حول الدراما التلفزيونية في البلاد في شهر أيار/مايو الماضي، مع مطالبات من نواب بفرض مزيد من الرقابة والوصاية على الدراما المحلية، من طرف وزارة الإعلام، والعمل على تقديم "الدراما الوطنية".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024