إيران تجنّد القراصنة لاستهداف مؤسسات أميركية وأوروبية

المدن - ميديا

السبت 2019/01/12
ذكرت شركة "فاير آي" (FireEye) للأمن الرقمي أن إيران جندت قراصنة إلكترونيين شنوا موجة من الهجمات والاختراقات ضد البنية التحتية الحكومية الأميركية وشبكات الاتصالات في الولايات المتحدة ودول أوروبية.


وأكدت الشركة في بيان نقلته وكالة "بلومبيرغ" أن الباحثين الذين يعملون لديها حددوا هجمات على عشرات المواقع على الإنترنت التابعة لمؤسسات حكومية وأهلية في أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا وأميركا الشمالية. وقال الباحثون أن القراصنة لديهم "صلة قوية بإيران"، وقاموا بسرقة خوادم وعناوين إلكترونية من خلال الاختراق والتحكم بالمواقع واستغلال نقاط الضعف في مساحات المواقع.

وأوضحت الشركة أنه عندما يسرق القراصنة البيانات من المواقع المخترقة، فإنهم يجمعون كل المعلومات التي أدخلها المستخدم إلى الموقع والتي من شأنها أن تعطي المهاجم إمكانية الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني الخاصة، حسبما قال أليستر شيبارد، مدير الشرق الأوسط وإفريقيا في الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة "فاير آي".

وأكد شيبارد أن "هذا يمنح المهاجمين موطئ قدم أوّلي"، وأضاف: "ثم يجمعون معلومات توفر فوائد تجسسية فورية، ويحتمل أن تستخدم لأجل طويل، فهي تعطي موطئ قدم يمكن أن يكون مقدمة أو منافذ مسبقة لأنواع أخرى من الهجمات، سواء كانت تخريبية أو مدمرة"، مضيفاً أنه لدى "فاير آي" ثقة متحفة بأن المهاجمين من إيران، حيث يرى باحثوها أنهم يتداخلون مع الهجمات السيبرانية السابقة، معتبراً أن "هذا التداخل ليس عبثاً"، لافتاً: "لقد رأينا نشاطاً للمهاجمين من مساحة IP هذه على مدار فترة زمنية من شأنها أن تشير إلى أن مجموعات الهجوم الإيراني تستخدمه باستمرار".

وكانت وسائل إعلام أميركية أفادت الشهر الماضي، أن مجموعة من القراصنة الإيرانيين تلقب بـ"القطة المشاكسة"، حاولوا من خلال هجمات قرصنة، الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني الشخصية لعدد من مسؤولي وزارة الخزانة الأميركية، بمن فيهم مسؤولو تنفيذ العقوبات الأميركية ضد إيران وكذلك حسابات معارضين إيرانيين. كما شملت قائمة المستهدفين أسماء خبراء في مراكز الأبحاث الأميركية من واشنطن وأسماء نشطاء إيرانيين معارضين للنظام في طهران.

والحال أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية "OFAC" فرض عقوبات أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ضد إيرانيين اثنين، هما علي خراشادي زاده ومحمد قربانيان، لتورطهما ضمن الجيش الإلكتروني التابع لأجهزة الاستخبارات الإيرانية، بأخذ فديات بالعملة الرقمية "بيتكوين" وتحولها إلى الريال الإيراني.

ووفقاً لبيان وزارة الخزانة الأميركية، فإن العمليات تمت تحت خطة تسمى "صمصام" (SamSam) واستهدفت أكثر من 200 من الضحايا داخل الولايات المتحدة. كما اتهمت هيئة محلفين كبرى فيدرالية أميركية، إيرانيين آخرين بالتورط في خطة القرصنة الدولية لاستهداف مؤسسات حكومية وأهلية وكذلك ابتزاز الضحايا للحصول على فدية. ووفق ما أعلنت وزارة العدل الأميركية، فإن فرامارز شاهي سافاندي، ومحمد مهدي شاه منصوري، اشتركا في حملة القرصنة التي دامت 34 شهراً وتسببت في أضرار بأكثر من 30 مليون دولار باستخدام فدية ضمن عملية "صمصام"، وفقاً للائحة الاتهام.

وقام القراصنة بحسب وزارة العدل، بتنفيذ الهجمات من داخل إيران، حيث استهدفوا المستشفيات والوكالات الحكومية وحكومات المدن والبلديات وغيرها من المؤسسات العامة في هجماتهم باختراق أنظمة الكمبيوتر.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024