الجمهور "يفاجئ" الأسد في عيده

المدن - ميديا

الخميس 2019/09/12
من الصعب جداً تخيل الرئيس السوري بشار الأسد كإنسان "طبيعي" يحتفل بعيد ميلاده وتغني له العائلة "عيد ميلاد سعيد" قبل أن ينفخ على الشموع الصغيرة ويقطع قالب الحلوى بخجل وتأثر، فالديكتاتور "اللطيف" مسؤول "فقط" عن مقتل حوالي نصف مليون مواطن سوري وتهجير الملايين، منذ العام 2011 بعد الاحتجاجات الشعبية التي قامت في البلاد ضده مطالبة بمزيد من الحرية والديموقراطية.


ورغم ذلك، تناقلت صفحات موالية للنظام السوري، الأربعاء، مقطع فيديو، يظهر الرئيس بشار الأسد، وهو يحتفل بعيد ميلاده الرابع والخمسين في دار الأوبرا وسط العاصمة دمشق.

وظهر الأسد مع زوجته أسماء وإلى جانبهم المخرج نجدة أنزور، بينما كان الحضور، ومن بينهم نواب ووزراء، ينشدون أغنية "Happy birthday to you" فيما يضحك الأسد ويلوح بيده متظاهراً بالمفاجأة.



وولد الأسد في 11 أيلول/سبتمبر العام 1965، ولم يكن الابن المفضل لدى والده حافظ لخلافته في رئاسة البلاد، لكنه أصبح كذلك بعد وفاة أخيه باسل العام 1994. وفيما حاول في بداية رئاسته العام 2000 الحديث عن إصلاحات في البلاد، إلا أنه كشف عن طبيعته الحقيقية بعد الثورة ضده في البلاد العام 2011، حيث استطاع البقاء في السلطة بسبب دعم حلفائه الروس والإيرانيين بشكل أساسي، مرتكباً مجازر وجرائم حرب بحسب الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية.

ومنذ العام 2016، كرس الموالون للنظام عيد ميلاد الأسد كمناسبة عبر مواقع التواصل، لإظهار مزيد من الولاء والخضوع، وقاموا في أعوام سابقة بإنشاء مواقع إلكترونية مخصصة فقط لتسجيل التهاني بـ"المناسبة السعيدة"، بعكس هذا العام الذي اقتصر على تداول الفيديو الذي نشرته صفحات يديرها إعلاميون في التلفزيون الرسمي وأخرى مرتبطة بالقصر الجمهوري. فيما نشر آخرون صوراً للأسد مأخوذة في المجمل من حسابات "رئاسة الجمهورية العربية السورية" المختلفة في "فايسبوك" و"إنستغرام"، وكرر البعض كلمة "منحبك" التقليدية في لغة الموالين.

والحال أن حالة تقديس الزعيم السياسي كرمز للدولة، هي واحدة من أبرز خصائص النظام البعثي الشمولي في البلاد منذ انقلاب حافظ الأسد واحتكاره السلطة مطلع سبعينيات القرن الماضي، ثم توريثها لابنه بشار بعد وفاته العام 2000، ورغم ذلك لم تكن الاحتفالات بعيد ميلاد حافظ أو حتى بشار رائجة، حتى في السنوات الأخيرة بين موالي النظام، ربما لأن العقلية البعثية ترى أعياد الميلاد عادة غربية - ليبرالية لا تتناسب مع الطابع الاشتراكي للحزب الحاكم، أو لكونها تظهر الزعيم "الخالد" بمظهر بشري طبيعي يتناقص عمره المتبقي له عاماً إثر عام، بما يناقض أبدية السلطة المعروفة في الشعارات البعثية.

يذكر أن الأسد تواجد في الأوبرا مع عائلته من أجل حضور افتتاح فيلم سينمائي لمخرج النظام الأول، نجدة أنزور، بعنوان "دم النخل"، والذي يتحدث عما لحق بمدينة تدمر الأثرية من دمار بسبب الحرب، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

وفي الفيلم يستخدم أنزور مدينة تدمر كخلفية لقصة ثلاثة جنود ينتمي كل فرد منهم لمدينة سورية مختلفة وقد تم تكليفهم بنقل آثار مهمة من تدمر إلى دمشق. وفي تدمر يلتقون بعالم الآثار السوري خالد الأسعد الذي يسلم كل منهم دفتراً صغيراً لكتابة ما يرونه ويفعلونه خلال فترة تكليفهم. وبعد أن ينتهي مصير الثلاثة بالموت تصل دفاتر الملاحظات إلى يد صبي صغير قُتل والده لأنه كان يخبئ جندياً في منزله.

وخلال مشاهد القتل تظهر امرأة مرتدية السواد أمام الضحايا والآثار المدمرة ليكتشف المشاهد في وقت لاحق أن هذه السيدة هي زنوبيا ملكة تدمر التي تمسك بيد الطفل الصغير نحو المستقبل. فيما يجسد أدوار البطولة في الفيلم، الذي استغرق تصويره ستة أشهر، ممثلون مغمورون مثل لجين إسماعيل وجوان خضر ومصطفى سعد الدين وجهاد الزغبي ومحمد فلفة وعدنان عبد الجليل ومجد نعيم وعامر علي وقصي قدسية ومحمود خليل.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024