إسرائيل: "حماس" استخدمت برج الجلاء لتعطيل القبة الحديدية!

المدن - ميديا

الأربعاء 2021/06/09
بررت إسرائيل استهدافها برج الجلاء حيث كانت توجد مقرات وسائل إعلام عالمية في قطاع غزة، خلال الحرب الأخيرة، بأن حركة "حماس" كانت تستخدمه للتشويش على نظام القبة الحديدية، فيما نفت الحركة التي تتولى السلطة في غزة وجود مكاتب لها في البرج، واصفة تدميره "بجريمة حرب".

وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الأربعاء، أن "أكاذيب الاحتلال الإسرائيلي عن تواجد حماس في برج الجلاء محاولة فاشلة لتبرير استهداف مبنى مدني احتوى مكاتب إعلامية"، علماً أن البرج كان يضم وكالات وقنوات إعلامية أجنبية من بينها وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية وشبكة "الجزيرة" القطرية.

من جهتها، رحبت الوكالة الأميركية بالتواصل مع الإسرائيليين، لكنها قالت أنها لم تر حتى الآن أدلة تدعم المزاعم الإسرائيلية حول استخدام البرج للتشويش على القبة الحديدية. وقدم مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان توضيحاً في نيويورك عن الهجوم على البرج. كما عرض المساعدة في إعادة بناء مكاتب وكالة "أسوشيتد برس" في غزة.

والحال أن الصراع الأخير بدأ بعد أسابيع من التوتر المتصاعد بين الإسرائيليين والفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، وبلغ ذروته في حي الشيخ جراح ووقوع اشتباكات في موقع مقدس لدى كل من المسلمين واليهود. وتدخلت "حماس" من غزة وطالبت إسرائيل بالانسحاب من حي الشيخ جراح في القدس، وأطلقت صواريخ باتجاه إسرائيل، التي ردت بغارات جوية انتقامية على قطاع غزة.

واستمر التصعيد العسكري بين الجانبين 11 يوماً، وخلف 256 قتيلاً في غزة، بحسب الأمم المتحدة، و13 قتيلاً في إسرائيل، قبل الاتفاق على الهدنة ووقف إطلاق النار في 21 أيار/مايو الماضي. وقالت الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 128 من القتلى في غزة من المدنيين، بينما قال الجيش الإسرائيلي أن 200 من القتلى هم ناشطون في فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة، فيما قدر رئيس "حماس" في غزة يحيى السنوار عدد القتلى في صفوف الفصائل بحوالي 80 فقط.

وفي أعقاب الهجوم على برج الجلاء بتاريخ 15 أيار/مايو، طلبت "أسوشييتد برس" و"الجزيرة" توضيحاً من الحكومة الإسرائيلية. وذهب مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة إلى مكاتب الوكالة الأميركية في نيويورك مطلع الأسبوع الجاري، كما أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً يوم الثلاثاء.

وقال إردان للمسؤولين التنفيذيين في "أسوشييتد برس" أن برج الجلاء في غزة كانت يستخدم من طرف "حماس" لتطوير نظام تشويش إلكتروني ضد القبة الحديدية. وأضاف أن إسرائيل لم تشك في أن موظفي "أسوشيتد برس" "كانوا على علم بأن وحدة سرية تابعة لحماس تستخدم المبنى بهذه الطريقة"، زاعماً أن إسرائيل "تؤيد أهمية حرية الصحافة" قبل أن يعرض استعداد بلاده "لمساعدة الوكالة في إعادة بناء مكاتبها وعملياتها في غزة".

إلى ذلك، ذكر بيان الجيش الإسرائيلي أن "حماس" كانت تستخدم المبنى لتنفيذ عمليات "Sigint" (التجسس على الإشارات واعتراضها)، و"Elint" (جمع معلومات من الإشارات باستخدام أجهزة استشعار)، كما كانت تنفذ عمليات "EW" (الحرب الإلكترونية)، علماً أنه تم إطلاق أكثر من 3000 صاروخ على إسرائيل من غزة خلال النزاع، لكن الجيش الإسرائيلي يقول أن القبة الحديدية اعترضت 90 بالمئة منها.

وهنا، قال متحدث باسم "أسوشييتد برس" لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الوكالة رحبت بالاجتماع مع إردان وعرضه إعادة البناء. وعقب بأن "السلطات الإسرائيلية تؤكد أن المبنى الذي يضم مكتبنا قد دمر بسبب وجود حماس الذي شكل تهديداً ملحاً... لم نتلق حتى الآن أدلة لدعم هذه الادعاءات". وأكدت "أسوشييتد برس" أنها مازالت تدعو للكشف عن جميع الأدلة لدى الإسرائيليين "حتى تكون الحقائق علنية".

وبعد وقت قصير من الغارة الجوية، قالت مديرى التحرير التنفيذية للوكالة سالي بوزبي، أن الوكالة لديها مكاتب في المبنى منذ 15 عاماً ولم يكن لديها أي مؤشر على احتمال وجود "حماس" هناك. بينما أدانت "الجزيرة" الهجوم بشدة، وقالت أنها ستبذل قصارى جهدها "لتحميل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية أعمالها". ونددت الشبكة القطرية بـ"العمل الواضح لمنع الصحافيين من أداء واجبهم المقدس لإطلاع العالم على ما يجري ونقل الأحداث على الأرض".

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، من بين أولئك الذين طالبوا بتفسير من إسرائيل. علماً أن إسرائيل أعطت تحذيراً قبل ساعة من الغارة الجوية على المبنى المكون من 12 طابقاً، ما سمح بالإخلاء.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024