"آبل ووتش" دليل الى الخاشقجي.. وتكشف معاناته الأخيرة

المدن - ميديا

الخميس 2018/10/11
تمثل ساعة يد سوداء كان يرتديها جمال الخاشقجي بيده لحظة دخوله الى القنصلية السعودية في اسطنبول، أحد "الخيوط المهمة" لمعرفة مصيره، بحسب ما قال مسؤولان تركيان بارزان. واشارا الى ساعة أبل سوداء (آبل ووتش) كانت متصلة بجهاز هاتف محمول تركه بالخارج.

وتعد الساعة دليلاً مهماً، كونها تلتقط احداثيات جغرافية حول مكان وجوده عبر نظام "جي بي آر أس". ولا يقتصر وجود الساعة على تحديد الموقع الجغرافي، بل يمكن أن تعطي دليلاً على ما عاناه في اللحظات الأخيرة قبل اختفائه.

فالساعة تحدد نشاطه أو معدل ضربات قلبه، وتنقلها الى أجهزته الالكترونية (هاتف أو آيباد). وبحسب موقع "وايرد"، "كل ذلك يمكن استخدامه للمساعدة في توضيح ما حدث داخل القنصلية خلال الساعتين اللتين يقول المسؤولون الأتراك إن خاشقجي قد اغتيل".

وسجلت أجهزة تتبع اللياقة البدنية جميع أشكال البيانات الثلاثة خلال حالات الجريمة العنيفة حول العالم. في وقت سابق من هذا العام، استخدمت الشرطة في سان خوسيه في كاليفورنيا، بيانات من نبض قلب الضحية للتعرف على حالة الضحية في الدقائق الثمانية التي ارتفعت فيها سرعة نبضات قلبها، وتباطأت وتوقفت أخيراً . تلك المؤشرات تم تبادلها مع لقطات فيديو للقاتل في مسرح الجريمة خلال نفس الفترة.

في عام 2017، توقفت امرأة تعمل في "غولدن غاردنز بارك" في سياتل لاستخدام المرحاض عندما تعرضت للاعتداء من قبل رجل يختبئ في زاوية من الحمام. واجهته مرة أخرى وتمكنت من الفرار. سجل نظام تحديد المواقع على ساعتها الخاصة بـ Garmin Vivosmart اللقاء العنيف على شكل خطوط حمراء متعرجة. 

وفي عام 2015 ، استخدمت شرطة ولاية كونيتيكت بيانات النشاط من ضحايا القتل لإثبات أنها كانت تتجول في منزلها في نفس الوقت الذي زعم فيه زوجها أنهما تعرضا للهجوم، وهو دليل أدى إلى استجواب المحققين في رواية الزوج عن وفاة زوجته، ووضعه تحت الاعتقال. 

وفي عام 2015 ، استخدم المحققون في بنسلفانيا بيانات من متتبع النشاط لإظهار أن امرأة، ادعت أنها تعرضت لاعتداء جنسي أثناء اقتحام، كانت تتجول عندما أخبرت الشرطة أنها كانت نائمة. وعليه، يمكن للبيانات الواردة من ساعة خاشقجي أن تلقي الضوء على ما حدث له داخل القنصلية، مما يدعم مزاعم المسؤولين الأتراك، أو ينفيها.

وقال الموقع : "متعقّبات اللياقة البدنية والساعات الذكية، يمكن أن يخطئ أيضاً،  لكن النماذج الأحدث، أكثر دقة وأكثر قدرة على الرصد وتقديم أدلة". وفي التحقيق حول اختفاء خاشقجي، لم تظهر بعد أدلة دامغة، جسدية أو غيرها. قد لا تتمكن بيانات الساعة الذكية لوحدها من تحديد ما حدث فعلاً، ولكن مع استمرار تزايد عدد الأجهزة واستحواذها على قدرات تتبع جديدة وأفضل، يمكن ان يتغير المشهد، وهو اليوم الذي يمكن أن يقترب بسرعة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024