حصاد2020 الفني:مسلسلات وأغنيات..خارج السباق

إيمان ابراهيم

السبت 2021/01/02


السواد الذي لفّ العام 2020، لم تسلم منه السّاحة الفنيّة في لبنان التي شهدت انتكاسة حادّة بسبب الوضع الاقتصادي وجائحة "كورونا". 

ويختتم العام 2020 بورشة درامية بدأت باكراً للحاق بموسم رمضان 2021، خوفاً من تداعيات جائحة كورونا، التي قد تفرض إغلاقاً عاماً يؤجّل المشاريع الدراميّة فيتكرّر مشهد الموسم الماضي. 

فقد واجهت الدراما اللبنانية، والدراما العربيّة المشتركة التي تمّ تصويرها في بيروت خلال العام 2020، ضربة كبرى، إذ حاصرتها جائحة كورونا وقبلها إقفال الطرقات مع اندلاع الثورة، فخرجت معظم المسلسلات من السباق الرمضاني، الذي تعوّل عليه شركات الإنتاج، حيث إمكانيّة تسويق الأعمال أعلى، ونسبة المشاهدة أكبر. 


دراما على عجل

حين انطلق تصوير مسلسلات رمضان مع بداية سنة 2020، لم يكن وضع البلد يسمح بمغامرة فنيّة لكنّ شركات الإنتاج فعلتها ودارت عجلات التصوير، كان فريق العمل يجد صعوبة في الوصول إلى أماكن التصوير بسبب التظاهرات وقطع الطرقات، ليأتي شهر شباط حاملاً في نهايته أخبار وصول كورونا إلى لبنان. 

تمّ إيقاف تصوير كل المسلسلات، وعندما عادت وزارة الدّاخلية بالتنسيق مع وزارة الثقافة وسمحت باستئناف التصوير ضمن شروط صحيّة صارمة، كان الأوان قد فات لمعظم المسلسلات فخرجت من السّباق الرمضاني، ليخرج الموسم هزيلاً من دون منافسة تذكر. 

أما المسلسلات التي كانت محطّة MBC ومنصّتها "شاهد" قد اشترت حقوق عرضها قبل انطلاق عجلة التصوير، فقد عُرضت في موسم الخريف، وكانت مناسبة تختبر فيها المحطّة تجربة العرض لأكثر من عملٍ ضخم خارج الموسم الرمضاني. 

الأعمال التي عاكست الظروف وخرجت إلى النور في رمضان جاء معظمها باهتاً وكأنّها أعدّت على عجل، فخرج مسلسل "الساحر" لعابد فهد بصورة هزيلة، كذلك مسلسل "النحات" لباسل خياط، مع 15 حلقة لكل مسلسل جاءت مبتورة بعد تعذّر تصوير الكثير من المشاهد ورفض منتجهما إياد الخزوز تأجيلهما إلى خارج الموسم الرمضاني. 

وما حصل في لبنان، كان صورة مصغّرة عن الإنتاج الدرامي في مصر والخليج العربي، حيث كان لكورونا كلمته الأولى والأخيرة في تسيير عمل الدراما وتحديد مواقيت عرضها. 
وبعيداً عن مسلسلات رمضان، أحدثت المسلسلات العربيّة خرقاً على شبكة "نتفليكس" مع مسلسل "ما وراء الطبيعة" الذي تفاوتت حوله آراء النقّاد، إلا أنّه نجح في أن يحتل صدارة المنصّة على مدى أسابيع، كما نجح مسلسل "المنصة" الإماراتي في تصدّر المشهد الدرامي على نتفليكس رغم تعرّضه للنقد. 
 
سكون الساحة الغنائيّة

هذا العام مرّ من دون مهرجانات، كانت لجنة مهرجانات الأرز الدولية قد عقدت مؤتمراً 
صحافياً في خريف العام 2019 لتعلن إلغاء دورة 2020 بسبب الأزمة الاقتصاديّة، لتأتي جائحة كورونا وتلغي كل المهرجانات التي كان مصيرها مفتوحاً على كل الاحتمالات لو لم يداهمنا الوباء ويصبح حجّة تركن إليها إدارات المهرجانات. 

مهرجانات بعلبك نّظمت حفلاً واحداً بعنوان "صوت الصمود" أقيم خلال الصيف الماضي من دون جمهور للاحتفال بمئوية لبنان، كما شهد المسرح الأثري في نهر الكلب حفلاً وطنياً ضخماً بعنوان "كرمالك يا وطن" بمناسبة عيد الجيش شارك فيه كبار النجوم، ليقع بعدها بأيّام قليلة انفجار المرفأ. 

تبارى الفنانون في إطلاق أغانٍ وطنيّة، قلّة منها علقت في الذّاكرة، منها أغنية "ابني حلو ومليح" التي غنّاها فارس اسكندر، بعد أن استوحى كلماتها من والدة الشهيد التي كانت تبحث عنه بين جموع المحتشدين وتسأل عن ابنها "الحلو والمليح صاحب العيون العسلية". كما نجحت أغنية "مدينتي بيروت" للشاب خالد في اختراق المشهد الغنائي الحزين، عدا ذلك مرّت الأغاني مرور الكرام. 

ورغم الركود الفني، برزت أغانٍ ضاربة هذا العام منها "كمّل حياتك" لمروان خوري، الذي استوحى كلماتها من الجو الخانق الذي خلّفته جائحة كورونا والحجر المنزلي الذي سجن الناس بين جدران أربعة، كما برزت أغنية "في حدا" لآدم، وأغنية "حنعيش" لإليسا، التي كانت الأغنية الأبرز من ألبوم "صاحبة رأي" أرادت من خلاله النجمة تحدّي الظروف الخانقة، فأصدرته بداية العام ولم يحظ بنجاح ألبوماتها السابقة. 

كما نجح الفنان ملحم زين في نهاية العام بإيصال رسالة توعوية للوقاية من فيروس كورونا بأغنية "كرمال اللي بتحبن" الذي تعاون فيها مع شركة "الصبّاح" لتقديم عمل غنائي درامي إنساني. 

لعل مساحة الفرح الوحيدة في الساحة الفنية هذا العام، كانت في صورتين للسيدة فيروز من زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لمنزلها في شهر آب الماضي، بعد أيام من انفجار المرفأ، يومها اطمأن اللبنانيون إلى صحّة النجمة الكبيرة، وكان لصورتيها وقع المواساة في نفوس المواطنين الذين عاشوا واحدة من أصعب السنوات، التي تسدل آخر أوراقها، بانتظار ما سيخبّئه لنا العام الجديد. 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024