الصحافي "المطرود".. رئيس حكومة بريطانيا

المدن - ميديا

الثلاثاء 2019/07/23
في بلد غارق في أزمة عدم اليقين المحيط ببريكست الذي كان مقرراً في 29 آذار/مارس وأرجئ إلى 31 تشرين الأول/أكتوبر، يقدم لرئيس الوزراء البريطاني الجديد، بوريس جونسون صاحب الطموح الكبير، نفسه على أنه الملجأ الأخير لحلّ هذا الملف الصعب الذي نال من تيريزا ماي. وهو يؤكد أن حلّ مأزق بريكست يحتاج إلى "الشجاعة" و"التفاؤل". 
وكان جونسون من أبرز من أسهموا في إقناع البريطانيين بالتصويت لبريكست خلال استفتاء 23 حزيران/يونيو 2016.

ويمتدح مؤيّدوه اندفاعه و"شخصيته الفريدة"، كما وصفها وزير الصحة مات هانكوك. لكن يتهمه منتقدوه بأنه متباهٍ وانتهازي، ويشبهونه بدونالد ترامب الذي قال إنه "يحبّ" بوريس جونسون "جداً". لكنّ الانتقادات ضدّه والجدل المحيط به لم يمنعاه من التقدم. وفي سن 55 عاماً، وصل جونسون إلى ما أمل إليه دوماً.
بدأ جونسون بعد ذلك مهنةً في الصحافة في صحيفة "تايمز" التي فصلته من العمل بعد عام لأنه قام باختلاق اقتباس ونشره في إحدى مقالاته.

لكنّه انضم لاحقاً لصحيفة "دايلي تلغراف" التي عيّنته مراسلاً لها في بروكسل حيث بقي بين العامين 1989 و1994.

وعمل هناك على تغطية عمل المؤسسات الأوروبية بأسلوب غير مألوف. وبات بعد ذلك "الصحافي المفضّل" لرئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر.

وانتهى في بروكسل أيضاً زواجه الأول من أليغرا موستين-أوين. لكنّه جدد معرفته بمارينا ويلر، الصديقة القديمة منذ أيام الطفولة، وتزوجا وأنجبا أربعة أولاد، غير أنّهما انفصلا في 2018.

ومنذ ذلك الحين، بدأ جونسون علاقةً جديدة مع كاري سيموندز التي تعمل في التواصل والعلاقات العامة وتصغره بـ24 عاماً.

وانتخب نائباً العام 2001. وفي 2008 انتخب رئيس بلدية لندن، العاصمة المتعددة العرقيات والتي تميل عادة لانتخاب مرشح حزب العمال. وبدأ منذ ذلك الحين باكتساب سمعة دولية. ونجح في عام 2012 بتنظيم دورة الألعاب الأولمبية بعد إعادة انتخابه.

لكنه عرف بعض الإخفاقات مثل فشل مشروعه بإنشاء جسر وحديقة بين ضفتي نهر التيمز الذي كان سيكلف عشرات الملايين من الجنيهات دون أن يبصر النور. وفي 2016 قرّر الانضمام في اللحظة الأخيرة إلى معسكر بريكست.
ويؤكد باسكال لامي، الرئيس السابق لمنظمة التجارة العالمية الذي يعرف عائلة جونسون، لوكالة "فراس برس": "لا أعتقد أنّه كان لدى (بوريس) رأي معمّق فعلاً عن بريكست". وتابع: "الأمر الوحيد الذي يؤمن به بوريس جونسون هو بوريس جونسون نفسه". 

لعب جونسون دوراً رئيسياً في حملة بريكست، وتعهّد حينها بأن تصبح المملكة المتحدة مكاناً أفضل بخروجها من الاتحاد الأوروبي.

بعد فوز معسكر بريكست، كانت أمام جونسون فرصة للترشّح إلى رئاسة الحكومة، لكنّ حليفه المفضل مايكل غوف سبقه إلى ذلك، ما أجبره على وضع الفكرة جانباً. غير أنّ الدبلوماسية لا تلائم طباع بوريس جونسون التي لا يمكن التنبؤ بها، فهو وصف السياسية الأميركية هيلاري كلينتون عام 2007 بأنّها "ممرّضة سادية". 

وحينما كان وزيراً للخارجية، أثار الاستياء بقوله إن ليبيا يمكن أن تصبح مكاناً جاذباً للسياح إذا تمكنت "من التخلّص من الجثث". 

وأبرز أخطائه إشارته إلى أنّ البريطانية الإيرانية نازانين زغاري-راتكليف المسجونة في إيران لإدانتها بإثارة الفتنة، كانت لربما تدرّب صحافيين في الجمهورية الإسلامية.

وفي تموز/يوليو 2018 واحتجاجًا على استراتيجية ماي حيال بريكست، غادر جونسون الحكومة، ليعود إليها بعد ذلك رئيساً.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024