نصرة للإسلام أم نصرة لأردوغان؟

المدن - ميديا

الخميس 2020/10/29
سخرت صحيفة "شارلي ايبدو" الفرنسية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ صوّرته في غلاف عددها الأخير بثيابه الداخلية وبدا وهو يرفع ثوب امرأة منقبة ليكشف مؤخرتها العارية.

واعترضت تركيا على الرسم المسيئ لأردوغان، وقال متحدث باسم الرئاسة التركية بأن أنقرة ستتخذ كافة الاجراءات القانونية لمقاضاة الجريدة. كما كان الرئيس التركي في وقت سابق قد أعلن بأن نظيره الفرنسي "بحاجة إلى اختبار عقلي" بسبب إساءاته للنبي  محمد.  

لا تخلو المعركة بين تركيا وفرنسا من الأبعاد السياسية، حيث تتواجه الدولتان على جبهات عديدة، خصوصاً في ليبيا واليونان، ويحاول اردوغان رسم فرنسا في صورة معادية للإسلام، وتحريض المسلمين عليها، في مسعى لإضعاف موقف فرنسا في المنطقة العربية والاسلامية وإعطاء الرئيس التركي مزيداً من الدعم من قبل العرب والمسلمين. وحتى مقاطعة البضائع الفرنسية، يبدو أنها ليست بريئة، فالرئيس التركي دعا الشعوب الاسلامية إلى مقاطعة فرنسا في حين يبلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وفرنسا أكثر من 14 مليار يورو. وتعد تركيا من أكثر الدول استيراداً من فرنسا، بأكثر من 6 مليارات يورو. 

أما العرب، فالجزء الأكبر منهم ينجرّ بسهولة، خلف الشعارات الشعبوية التي يطرحها الرئيس التركي، فحتى لو كانت قضية الدفاع عن الإسلام ورفض الاساءة اليه قضية محقة من منظورهم، إلا أن ذلك لا يلغي أهداف تركيا السياسية التي تقف خلف حملتها ضد الرئيس الفرنسي، كما لا يلغي سعي الرئيس التركي كعادته إلى استعمال رصيده في الشارع العربي لتحقيق المصالح التركية. 

وقد اعتبر الكثير من الناشطين العرب في مواقع التواصل أن الإساءة لرجب طيب اردوغان تصب في خانة الهجوم على الاسلام ونشروا تغريدات مدافعة عنه.


الجزء الآخر من الناشطين العرب، وهم في أغلبهم من المعادين لتركيا، وقفوا إلى جانب فرنسا، معتبرين أن اردوغان يحاول استغلال الرسوم المسيئة للنبي لتحقيق أهداف سياسية.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024