مؤلف "طهران": الإسرائيليون والإيرانيون بوسعهم أن يكونوا أصدقاء

المدن - ميديا

الخميس 2020/07/23
يستوحي كاتب مسلسل "طهران" التلفزيوني الإسرائيلي، فكرته من التوتر وحالة العداء المستشرية بين إسرائيل وإيران، مقدماً للجمهور قصة عميلة استخبارات إسرائيلية تذهب إلى إيران لاختراق مفاعل نووي.

وسيعرض المسلسل الإسرائيلي عبر منصة "آبل تي في" للبث التدفقي. وفيه ترسَل عميلة شابة في الموساد، في مهمة أولى لها بهدف تفكيك دفاعات إيران الجوية لتتمكن إسرائيل من ضرب مفاعل نووي وحرمان إيران من القدرة على صنع القنبلة الذرية، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".


ورأت صحف في إيران أن المسلسل الإسرائيلي "دعاية صهيونية". ورغم أن فكرة حصول تعاون إسرائيلي إيراني في مسلسل تلفزيوني أو أي مجال آخر، غير واردة بتاتاً في الوقت الراهن، يحلو لمؤلف المسلسل موشيه زوندر القول أن العمل عبارة عن "إنتاج ثقافي مشترك".

وأوضح زوندر: "نتحدث الفارسية أكثر من العبرية في مسلسل طهران. لذلك يروق لي أن أصنف المسلسل على أنه إسرائيلي إيراني إلى حد ما، رغم أن ذلك غير رسمي". وأكد أن الشعبين الإيراني والإسرائيلي "يمكن أن يكونا أصدقاء لولا القادة الذين يخيفون مواطنيهم ويثيرون الكراهية من أجل البقاء في السلطة".

وأكمل كاتب العمل أن بطلة المسلسل، نيف سلطان، درست الفارسية لمدة أربعة أشهر تحضيراً لدورها كيهودية مولودة في إيران، ترسَل في مهمة سرية إلى هذا البلد. ويشارك في العمل أيضاً الممثلان المولودان في إيران نويد نغبان وشون توب.

على صعيد آخر، أكد زوندر أن "وضع امرأة في صلب حبكة مسلسل الحركة الجديد هذا كان قراراً سياسياً". وأوضح "أردنا أن نرى ما ستكون خيارات امرأة موهوبة لكن عديمة الخبرة، في عالم يحكمه رجال بعد فشل قادتها" وشدد على أن "هذا مسلسل نسوي بامتياز".

ويأمل منتجو "طهران" أن يحقق المسلسل النجاح العالمي نفسه الذي ناله مسلسل "فوضى" حول عملاء استخبارات إسرائيليين أيضاً. علماً أن زوندر ألّف مسلسل "فوضى" أيضاً وتناول فيه النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، ناقلاً عنه مشاهد قاسية ومعطياً وفق بعض النقاد بعداً إنسانياً لشخصياته سواء كانت إسرائيلية أو فلسطينية. وفي المقابل انتقده البعض الآخر لكونه منحازاً ويمجد العملاء الإسرائيليين.

وحقق "فوضى" رغم اعتماده على اللغتين العبرية والعربية اختراقاً على صعيد استقطاب جمهور عالمي من خلال عرضه عبر منصة "نتفليكس".

وصور مسلسل "طهران" من إنتاج شبكة التلفزيون الإسرائيلي العامة "كان"، في أثينا خصوصاً ويتألف من ثماني حلقات. وقال عضو "جمعية اليهود الإيرانيين في إسرائيل" يوسي سيفان أن المسلسل رغم تصويره في العاصمة اليونانية "يعطى الانطباع بأنه صور في طهران".

وانتقل هذا الرجل السبعيني إلى إسرائيل عندما كان في العشرين من عمره، لكنه يقول أن صور ضواحي طهران حيث أمضى طفولته بقيت محفورة في ذهنه. مع الإشارة إلى أن عشرات آلاف اليهود الإيرانيين انتقلوا إلى إسرائيل منذ قيامها العام 1948، لكن لا تتوافر أرقام رسمية محددة عن عددهم الفعلي.

وعلق سيفان بتأثر أنه عاد إلى طهران مرة واحدة مذ غادرها، "عندما كان ذلك ممكناً"، علماً أن علاقات دبلوماسية جمعت بين البلدين في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، لكن مع قيام الثورة الإسلامية العام 1979 ووصول روح الله الخميني إلى السلطة، أصبح ذلك من الماضي. ويتمحور التوتر بين البلدين في السنوات الأخيرة خصوصاً، على ملف إيران النووي، حيث تسعى إسرائيل جاهدة لمنع غريمتها الإقليمية من امتلاك أسلحة نووية بينما يتوعد المسؤولون الإيرانيون الدولة العبرية بتدميرها.

وفي إيران، حملت صحيفة "كيهان" المحافظة على المسلسل في تشرين الأول/أكتوبر معتبرة أنه "يحاول أن يقدم نظام التجسس الصهيوني على أنه قوي جداً بحيث يجول الجواسيس الإسرائيليون بحرية في إيران". وأضافت "فيما توقفت إيران عن انتاج أفلام ومسلسلات مناهضة لإسرائيل، وضع النظام الصهيوني سلسلة انتاج مناهضة لإيران".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024