"الجمهور الشيعي" يضيف فرنسا الى لائحة انتصاراته

المدن - ميديا

الخميس 2020/09/17
مع مجيء ماكرون إلى لبنان بضوء أخضر أميركي، ومع طرح المبادرة الفرنسية لتشكيل حكومة والقيام بالاصلاحات المطلوبة، تراءى للبعض أن ملف سلاح "حزب الله" قد فصل عن الملف الاقتصادي اللبناني، بحيث يتولى الفرنسيون تنفيذ الاصلاح والمساعدة على إعادة بناء الدولة بينما يتابع الأميركيون معركتهم مع الحزب بعيداً من الدولة اللبنانية. 


إلا أن ما يحدث يظهر عكس ذلك، إذ يرفض الثنائي الشيعي تقديم التنازلات، ويبقى حزب الله مصراً على الصمود لما بعد الإنتخابات الأميركية.

وفي حين يقف لبنان على حافة الهاوية، وينذر الوضع بالأسوأ يوماً بعد يوم، يبدو أن المبادرة الفرنسية مهددة بدورها، إذ أن الثنائي الشيعي ما زال متشبثاً بموقفه للحصول على وزارة المالية.

يقول أنصار "الثنائي الشيعي" في مواقع التواصل، ان تعطيل تشكيل الحكومة وإفشال المبادرة الفرنسية، يتحمل مسؤوليته بشكل واضح هذا الفريق. لكن هل تستحق وزارة المالية تدمير البلد من أجلها؟ هل الموضوع يتوقف على "الميثاقية"؟ أم أن القتال من أجل وزارة المال يبيّت نيات مختلفة؟ 

ويأتي ذلك بعد اسبوعين على تصريحات الرئيس نبيه بري عن الدولة المدنية وصندوق النقد والتعاون مع الفرنسيين للخروج من الأزمة، ما أوحى بالنسبة للجمهور المعارضة للثنائي الشيعي بأن كلام بري هو مجرد كلام لذر الرماد في العيون بينما في الواقع لا أحد مستعداً للتنازل عن مكتسباته. 


اللافت للنظر هي مواقف وآراء مناصري الثنائي الشيعي في مواقع التواصل الاجتماعي. إذ يصرون على رؤية كل شيء بمنظار الحرب، فأي قرار يتخذ "هو موجه ضدهم"، كما تفيد المنشورات، و"يهدف إلى إضعافهم والسيطرة عليهم". بات هذا الجمهور ينظر إلى كل القضايا بعين المؤامرة. 

إفشال المبادرة الفرنسية بالنسبة للجمهور الشيعي، هو انتصار على فرنسا التي أتت "بهدف استعمار لبنان" مجدداً. وبمجرد أن تسربت أنباء عن نية السفير مصطفى أديب الاعتذار عن تشكيل الحكومة، بدأ الجمهور بالتهليل للرئيس نبيه بري، معتبرين أن لا حكومة تتشكل ولا بلد يتقدم من دون موافقتهم، مكررين سيمفونيات العزة والكرامة والصبر والبصيرة. فهل يروج هؤلاء لـ"الانتصار على فرنسا" بعد "الانتصار على الولايات المتحدة؟"!!
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024