"الخندق الغميق".. شرطيّ وسط بيروت السياسي

المدن - ميديا

الأحد 2017/07/16
تلصق المشاركات في مواقع التواصل الاجتماعي، صفة القمع بحي الخندق الغميق في بيروت. تضع الحي المعدم فقراً، في صورة واحدة: شبان جاهزون غبّ الطلب لافشال أي تحرك في الشارع. إستُخدم الشبان لهذه المهمة، في صيف 2015، بغرض فض المحتجين على أزمة النفايات، واليوم يتكرر المشهد في مواقع التواصل الاجتماعي، للايحاء بأن هؤلاء الشبان، جاهزون لفض متظاهرين سوريين. 

وبصرف النظر عن الغرض من التظاهر، وطبيعة المهمة الآن، التضامنية مع الجيش اللبناني والرافضة لانتقاده، فإن رسم صورة عن سكان الخندق الغميق بأنهم جاهزون لمهمات القمع، لا يليق بعدد كبير من سكان المحلة التي يسكنها أيضاً طلاب جامعات، ومثقفون وحقوقيون، الى جانب عدد صغير من ركاب الدراجات النارية الجاهزين للتحرك إثر اشارة ما!

الصورة التي تتكون عن الشبان في المحلة، تفيد بأنهم "شرطي سياسي"، يسكن الى جانب وسط بيروت، لا يهاب السلطات (أو ينسق معها في بعض الحالات)، ولا يعتدّ بالأدبيات السياسية اللبنانية التي تكفل حرية التظاهر، ولو أن التلويح بالتحرك الاخير، يوم الثلاثاء المقبل، هو تضامنيّ مع الجيش اللبناني، ويرفض المساس بالجيش. 

التلويح بجهوزية سكان الخندق الغميق للتظاهر في توقيت مظاهرة تسعى لانتقاد الجيش مساء الثلاثاء المقبل، جرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي. يتماثل تماماً مع الدعوة للتظاهرة التي تنظم "تضامناً مع اللاجئين السوريين" في ساحة سمير قصير في وسط بيروت التي انتشرت عبر مواقع التواصل أيضاً. وهي الدعوة التي لاقت استنكاراً حتى من اللاجئين في عرسال الذين رفضوا تظاهرة مشابهة في بيان صدر عن "لجنة التنسيق والمتابعة المؤقتة". 

وظهرت تغريدات صباح الاحد قال مغردوها: "عزيزي السوري، هل تعلم أن ساحة سمير قصير تبعد عن الخندق الغميق وحي اللجا دقائق فقط ؟  أهلا و سهلا ناطرينكن يا بلا شرف".وفي تغريدة أخرى، كتب مغرد: الدعوة عامة لشباب الخندق الغميق، الثلاثاء في مظاهرة ضد الجيش رح يعملوها السوريين. ملاحظة: يسمح بإحضار العصي".

كما برزت تغريدة: "الخندق الغميق كان وما زال نبع الرجال". و" للعلم والخبر ..نحن شباب منطقة الخندق الغميق سنكون اول المدافعين عن اي إساءة تتعرض لها المؤسسة العسكرية خلال مظاهرة يوم الثلاثاء". و "بحسّ نهار التلاتا شباب الخندق الغميق رح ينبسطوا كتير". 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024