المنصات توفر فرصة للدراما اللبنانية..يعوزها الإقبال الجماهيري

ميرا هاشم

الإثنين 2021/08/30
رغم سيطرة المنصات الافتراضية على جزء كبير من الإنتاجات الدرامية العربية، لم تنجح حتى الآن بأن تثبت قدرتها على جذب نسبة عالية من المشاهدين، إلا في أعمال قليلة ومحدودة، أبطالها من النجوم الذين يملكون جماهيرية عالية، علماً أن هذه النسبة تتفاوت بين بلد وآخر وهي في لبنان مثلاً أقل من سائر الدول العربية، بسبب تردّي الأوضاع الاقتصادية وعجز اللبنانيين عن دفع الاشتراكات المالية، عدا عن تردي خدمات الكهرباء والإنترنت.
 
وتنتشر في العالم العربي منصات مثل "شاهد" و"نتفليكس" وغيرها،. وفيما وفّرت دراما المنصات فرص عمل للممثلين وصناع الدراما في لبنان وأنعشت السوق الدرامي، الا ان التفاعل الضعيف مع هذه الأعمال عبر مواقع التواصل الاجتماعي  يؤكد ان جماهيريتها لا تزال أقل من جماهيرية الشاشة الفضية. فالمقارنة بين التفاعل على عرض مسلسل تلفزيوني، وآخر يبث عبر المنصات العربية، يثبت أن جماهيرية التلفزيون لا تزال أعلى من المنصات التي لم تدخل حتى الآن في منافسة مع الشاشة الفضية. 

وجبات سريعة

ويرى الممثل السوري عابد فهد لـ"المدن"، أن بعض المنصات حولت الدراما إلى "وجبات سريعة"، ويقول "لا يكادون ينتهون من تصوير عشر حلقات حتى يباشرون بتصوير عشر حلقات أخرى، لتعبئة الوقت".
لكن هذا الواقع، لا يلغي "اننا أصبحنا في عصر المنصات الرقمية التي لا تهتم لأسماء النجوم بقدر اهتمامها بالعمل الجيد والرفيع المستوى"، بحسب ما يقول الممثل اللبناني باسم مغنية لـ"المدن". ويضيف: "أعتقد أن موضة الأسماء سوف تنتهي والاستمرارية ستكون للعمل الجيد". 

وأتاحت المنصات الفرصة للتعامل مع عدد كبير من الممثلين والممثلين وخصوصاً الوجوه الجديدة، بحسب ما تقول ميشال وهبي، وهي ممثلة من الجيل الجديد، لـ"المدن"، خصوصاً "مع ازياد عدد الاعمال الدرامية التي تعرض عبرها، بعدما ظلت الدراما محصورة سابقاً بالتلفزيون".

مخاوف مشروعة

لا يوافق المنتج مروان حداد الممثل عابد فهد رأيه، إذ يقول لـ"المدن": "أظن أنهم يعطون الأعمال جقها، فتصوير 10 حلقات لأي منصة يحتاج الى 50 يوم تصوير، والـ 30 حلقة إلى 150 يوماً. هم يحافظون على نوعية الأعمال ويهتمون بكل التفاصيل، وقد تنجح بعض النصوص وتفشل أخرى، كما في أي عمل فني آخر، لكن الخوف أن تتوقف المنصات فجأة، كما حصل مع شركة "روتانا" التي توقفت فجأة بعد أن كانت قد أنتجت مئات الكليبات وتعاونت مع عدد كبير من الفنانين اللبنانيين".

ويرى أن المنصات "أوجدت إستقراراً للإنتاج اللبناني، لكن علينا إيجاد البديل اللبناني، وإيجاد شيء صحي يضمن الاستمرارية التي نبحث عنها". 

ولا ينكر حداد أهمية المنصات المتخصصة بالإنتاج الدرامي، لأنها تعود بالفائدة على  الممثل والمخرج والكاتب وبعض شركات الإنتاج التي تنفذ أعمالاً لها، ويوضح: "هذا الامر يساهم في تقوية الصناعة الدرامية، ولكن الوضع يختلف من ناحية الإنتشار والظهور ونسب المشاهدة، لعدم قدرة أعمال المنصات على الوصول إلى أكبر شريحة من الناس". ويرى ان "المنصات اختراع جديد عند جمهور الدراما"، وبصرف النظر عن تكلفتها المادية. 


حصرية تلغي الممثل؟

ويبدو أن الممثل اللبناني والسوري هما الخاسر الأكبر بسبب تراجع الإقبال على المنصات في لبنان وسوريا. يقول حداد: "لا يمكن أن يشاهدهما سوى المشتركين في المنصات"، ويضيف: "في السابق، كان يعرض العمل على المنصة وعلى الشاشة الصغيرة، ومؤخراً أصدرت المنصات قراراً بحصرية العرض لمصلحتها، وأنا أنصح الممثل اللبناني، مع أنه يستفيد ماديا منها، بأن يشارك في أعمال خارجها، لكي لا ينساه الجمهور اللبناني".

ويشهد لبنان إقبالاً كبيراً على تصوير أعمال المنصات  وهو يحتل المرتبة الأولى عربياً على هذا الصعيد. ويوضح حداد ان "المنصات الكبيرة إختارت شركات لبنانية لإنتاج أعمالها، وهي مرتاحة في التعامل معها"، إذ تتقاسم الادوار، "هي تنتج وهم ينفذون". ويعرب عن اعتقاده أنه "بسبب ارتفاع تسعيرة الدولار، صارت تكلفة الإنتاج في لبنان أقل مما عليه في دبي أو مصر وسواها"، لافتاً الى ان "الشركات التي تنفّذ هي المستفيد الأكبر"، فهي تقبض دولار "فريش" ولكنها لا تدفع بالعملة الصعبة لكل الأشخاص الذين يعملون معها وهناك من يتقاضى نصف الأجر بالدولار والنصف الآخر بالليرة اللبنانية. 

كان حداد ينتج 200 ساعة تلفزيونية سنويا، أما اليوم فلا يتعدى الرقم الـ 50 ساعة. يقول: "هذا الوضع لا يزعجني، لأن لكل شخص إستراتيجية معينة، وأنا افرح كثيراً لأنني ساعدت وأمنت الفرص لـ  90% من النجوم والممثلين الموجودين حالياً". 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024