حجب مواقع التواصل في سريلانكا: المضار تساوي الفوائد؟

المدن - ميديا

الثلاثاء 2019/04/23
استمرار إغلاق الحكومة السريلانكية كافة مواقع التواصل الاجتماعي بات يعكس شعوراً سائداً بأن مضار شبكة الانترنت أكبر من منافعها، تقول صحيفة "الغارديان" في تقرير نشرته حول قرار حجب "فايسبوك" و"وواتس اب" و"انستغرام" عقب التفجيرات الدامية التي شهدها سريلانكا الأسبوع الماضي.


وكانت الحكومة قد أعلنت أنها اتخذت قرارها هذا تحسباً من أن تؤدي التقارير الإخبارية المزيفة التي تبث عبر وسائل التواصل، إلى العنف، وأنه جرى تعليق خدمات التواصل الأخرى مثل "يوتيوب" و"فايبر"، وسيتم تنفيذ هذا القرار إلى حين الانتهاء من التحقيقات حول التفجيرات.

واعتبرت "الغارديان" أن الخواص التي تجعل "فايسبوك" مفيداً في نشر المعلومات هي نفسها التي تنطوي على خطورة، مشيرة إلى أن الهجمات المميتة على عدد من الكنائس والفنادق، تمثّل رمزية تبين كيف أن إخفاق شركات التكنولوجيا الأميركية في السيطرة على ظواهر التضليل الإعلامي والتطرف والتحريض على العنف بات يفوق الفوائد المزعومة لوسائل التواصل.

ووفقاً للصحيفة البريطانية فإنّ قرار الحكومة، خصوصاً بالنسبة لـ"فايسبوك"، يعكس تراجعاً ملحوظاً في مكانته بعدما كان يعد، قبل أقل من ثلاث سنوات، واحداً من أهم مؤسسات الاستجابة للحوادث في العالم. وحتى وقت قريب، كان يُنظر إلى "فايسبوك"، بنطاقه العالمي الواسع وخرائط علاقاته الاجتماعية المعقدة، وخاصية "فحص الأمان" لديه ومجموعة أدواته وثيقة الترابط التي تسهل بث المعلومات وتسجيلات الفيديو المباشرة، باعتبارها ميزة أُضيفت لجهود الاستجابة العالمية للكوارث.

وفي حين يُمكن للناجين من الكوارث استخدام "فايسبوك" لإبلاغ معارفهم بأنهم في مأمن، كما يمكن للحكومات الاستعانة بالموقع لبث تحديثات حية عن الأوضاع، كما تستطيع منظمات المجتمع المدني والأهالي اللجوء لـ"فايسبوك" لتنسيق جهود الإغاثة. إلا أنّ تلك الخواص، التي تجعل من "فايسبوك" وسيلة مفيدة، هي ذاتها التي جعلت منها أداة خطيرة للغاية، فالمعلومات المضلِّلة تنتشر سريعاً، أسوة بالمعلومات الصحيحة الموثقة، إن لم يكن أسرع.

وأشارت "الغارديان" إلى أمثلة عديدة من الحوادث أظهرت مدى الأضرار التي يمكن أن تنجم عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أبرزها مجزرة المسجدين في نيوزيلندا، حيث قام منفذها باستخدام "فايسبوك" لبث حيّ لهجماته، وأخفق "فايسبوك" و"يوتيوب" في الحيلولة دون بث تلك المقاطع في منصيتهما.

كما انتهى المطاف، الأسبوع الماضي، بخاصية لـ"يوتيوب" صُممت للحد من بث المعلومات المضللة، إلى استحداثها عندما ألحقت صورة مع معلومات عن هجمات 11 من أيلول/سبتمبر 2001، ببث حيّ للحريق الذي أتى على كنيسة "نوتردام" في باريس، ما أحدث انطباعاً زائفاً بأن الحريق له علاقة بالإرهاب.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024