قاتل "أبو جهاد".. سائح في مسرح الجريمة بتونس

المدن - ميديا

الثلاثاء 2019/06/11
بثت القناة الثانية الاسرائيلية تقريراً يظهر سياحاً اسرائيليين زاروا اثناء زيارتهم الى تونس، منزل القيادي الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد) حيث اغتيل أبو جهاد على يد قوة إسرائيلية خاصة، في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية.
ويظهر في التقرير، الذي أعادت وسائل إعلام بث أجزاء منه، وزير السياحة التونسي، روني الطرابلسي (من الديانة اليهودية)، الذي رحّب بالسيّاح الإسرائيليين، لكنه رفض الإدلاء بتصريح للقناة الإسرائيلية، بعدما اكتشف هويتها. وتحدثت معلومات عن أن السياح الاسرائيليين ناهز عددهم الألفي سائح، يرتادون مواقع دينية يهودية في تونس. وفضلاً عن الجدل الالكتروني، ذهبت المعارضة التونسية الى مساءلة وزيري الداخلية والسياحة التونسيين بعد التقرير عن الزيارة، حسبما ذكرت قناة "الميادين". 





التقرير الاسرائيلي حمل عنوان "العودة إلى تونس" وأعدته الصحافية رينا متسليح، وبثته القناة 12 العبرية. وكشفت الصحافيّة الإسرائيليّة في تقريرها أن الزيارة تشمل زيارة البيت حيث اغتال عملاء الموساد الإسرائيليّ، القيادي الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد)، (16.04.1988) مُشددة على أن المُرافق السياحي تكلّم بصوت خافت عن الموضوع كي لا يُثير حفيظة التونسيين.

وقالت متسليح (61 عاماً) إن الحافلات التي تقل السياح اليهود في تونس تحاط بإجراءات أمنيّة مكثفة من الأجهزة الأمنيّة التونسيّة، بما في ذلك كلاب أمنيّة لتعقب الأثر، وتوفير مزيد من الحماية والاحتياطات، مع العلم أن عدد الإسرائيليين الذين يزورون تونس سنويًا هو الأكبر هذا العام منذ اندلاع الثورة التونسية في العام 2011، على حدّ قولها.

وكشفت الصحافية الإسرائيليّة أن بعض اليهود الإسرائيليين الذين يزورون تونس يحضرون لرؤية منازل كانت لذويهم قبل أن يهاجروا منها إلى إسرائيل، وبعضهم استطاع الحديث بالعربيّة وباللهجة المحليّة التونسيّة، لأنّهم يسمعونها من أجدادهم وجداتهم المقيمين في إسرائيل، كما قالت.

وأثار التقرير موجة استياء عربية عارمة في مواقع التواصل الاجتماعي. وتحت عنوان "قاتل ابو جهاد يزور منزل ابي جهاد"، كتب الناشط والمحلل السياسي التونسي، المعز الحاج منصور: "هل هو تشفٍّ أم افتخار؟ أخبار مؤكدة تفيد بأن الحكومة التونسية استجابت لطلب تقدم به وفد سياحي اسرائيلي، عبر روني طرابلسي، من أجل زيارة منزل الشهيد ابو جهاد. وأن الوفد قام فعلا بزيارة الفيلا في ضاحية سيدي بوسعيد. هل يدركون خطورة الفعلة؟ ألا يفسرون الدلالات والمسكوت عنه وما هو ممكن الوقوع؟".
ونقل الحاج منصور عن مصادر، لم يكشف هويتها، تأكيدها أن "الوفد السياحي الإسرائيلي كان من ضمنه بعض أفراد من الكوماندوز الذين شاركوا سابقاً في اغتيال ابو جهاد.. وقد أصروا على زيارة المكان الذي نُفذت فيه واحدة من أشهر عمليات الموساد في التصفية السياسية في تاريخ القضية الفلسطينية، من أجل الفخر والتشفي والانتقام بتذكر بطولات الجيش الذي لا يقهر".

ودوّنت صفحة "جمعية النساء المسلمات بتونس": "حكومة يوسف سمحت للمجرم الصهيوني "ناحوم" قاتل المناضل الفلسطيني ابو جهاد، بزيارة منزله الذي استشهد فيه بضاحية سيدي بوسعيد (مكان رمزي انتهكت فيه السيادة الوطنية) استجابة لطلب تقدم به وفد سياحي صهيوني عبر الوزير روني الطرابلسي". 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024