صورة الثورة ونكهتها

المدن - ميديا

الأحد 2019/10/20



تنتقص النكتة التي انتشرت في مواقع التواصل، تعليقاً على صورة شيخ مسلم الى جانب صبية مشاركة في احتجاجات وسط بيروت، من المعرفة بالمتغيرات اللبنانية. 

ذلك ان أبرز التحولات في لبنان، أن رجال الدين لم يعودوا منغلقين، وقسم كبير منهم لا ينأى بنفسه عن القضايا الاجتماعية ومطالب الناس، فضلاً عن أن موجة الانفتاح الديني على المكونات الاجتماعية، ومن ضمنها تلك النساء غير المحجبات، قطعت شوطاً كبيراً. 

والصورة، تظهر شيخاً مسلماً (شيعياً هذه المرة) وشاباً، يجلس الى جانب احدى المحتجات ويتبادلان أطراف الحديث. المحتجة غير محجبة، ما يعني أن شرط الحجاب لاجراء المناظرة بين رجل الدين والنشاء، خضع لتغيير، فلم يعد الحجاب أو "التستّر" أو "غطاء الراس" شرطاً للقاء، كما كان سابقاً في التسعينيات، وظهر على نطاق واسع بوضوح في اللقاءات التلفزيونية لرجال الدين. 

المتغير الثاني، يتمثّل في موانع الاختلاط بين الجنسين (الاناث والذكور)، وهذه الصورة تثبت ذلك. فالاختلاط، في الاعراف الاسلامية، محرّم، ووحدهم رجال الدين والمتدينون يلتزمون بهذه التعاليم. لكن في هذه الصورة، ظهر ان الشرط سقط، بالنظر الى ان الشيخ يشارك الناس في ساحة مختلطة بين الاناث والذكور، التواجد في ساحة واحدة. 

المتغير الثالث يتمثل في أن رجال الدين خرجوا من غرفهم المغلقة، وكلياتهم وحوزاتهم الدينية الى الشارع. لم يعد الخروج على الحاكم او "المرجع" محرماً، بدليل أن الشيخ يشارك الناس، لتحقيق تغيير سياسي واجتماعي. وتنضم هذه الصورة الى مجموعة صور أخرى لرجال دين من مختلف الطوائف، شاركوا في الاعتصامات بدءاً من يوم الجمعة الماضي، فيما ظهر رجل دين بعمامة سوداء يوم الجمعة على احدى شاشات التلفزيون. 

 اختصار الصورة بنكتة تظهر تودداً من الفتاة تجاه الشيخ، ينطوي على انتقاص من حراك رجل الدين هذا وغيره. وذُيّلت الصورة بعبارة ذكورية تتضمن ايحاء جنسياً حين كتب فيها "ثورجتُك نفسي"، وهي عبارة مأخوذة من احدى عبارات عقد الزواج "زوّجتُك نفسي". 





©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024