"حزب الله" يتوسع خارج بيئته:السياسة بصهاريج المازوت

المدن - ميديا

الأحد 2021/09/26


لا يشي الاحتفال المتواصل لجمهور "حزب الله" بوصول المازوت الايراني الى عكار وزحلة، إلا برسائل سياسية وشعبية يدفع بها جمهور الحزب لجماهير أحزاب أخرى، مفادها انه عابر للطوائف والمناطق، وان الحسابات السياسية والانقسامات السياسية لن تعيق نشاطه وتوسعه خارج حدود الجنوب والبقاع وجبل لبنان. 

والحال ان العراضات الإعلامية والاحتفالات بصهاريج المازوت الإيراني لم تتوقف عند حدود دخولها من سوريا إلى الأراضي اللبنانية، بل استمرت مع وصول كل صهريج إلى القرى اللبنانية، حيث رافقت الصهاريج مواكب سيارة ربما تكون تكلفتها أكثر من ثمن الصهريج نفسه، في نمط يدل على أنها بعيدة عن أن تكون عفوية.

وتُضاف إليها بيانات الشكر من البلديات وفعاليات المناطق، على الرغم من أن هذه الصهاريج ليست مجانية في معظم الحالات، بل إن ثمنها يقترب بشكل كبير من الثمن الذي يعتمده الموزعون الرسميون للمحروقات. 

وكان أحد الصهاريج التابعة لشركة الامانة للمحروقات وصل السبت الى محافظة عكار لتسليم مادة المازوت الايراني لعدد من أفران المنطقة في بلدات الحيصا، التليل، شربيلا، وعكار العتيقة.

ويعتبر صهريج المازوت الذي حمل 18500 ليتر هو الاول الذي يدخل الى محافظة عكار ويفرغ حمولته في الافران، على أن تستكمل عمليات شحن المازوت تباعا وخلال الايام المقبلة لتسليم هذه المادة الى المؤسسات المختلفة، لاسيما المؤسسات الصحية والانسانية، إضافة إلى آبار المياه التابعة للبلديات والى أصحاب مولدات الاشتراكات الكهربائية لمساعدتهم على مواصلة العمل بعد الشح الكبير الحاصل في الاسواق بمادة المازوت، بحسب ما أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" الرسمية. 


والحال ان حزب الله يوصل رسالة واضحة إلى جمهوره وإلى اللبنانيين من خارج قاعدته الشعبية، مفادها أنه المنقذ والساهر على تلبية حاجاتهم، على الرغم من أن المازوت الإيراني حتى الآن لم يحدث فرقاً يذكر على حياة اللبنانيين. فلا يزال تقنين المولدات على حاله في معظم المناطق، ولا زالت الأسعار تفوق قدرة المواطن العادي على الدفع، ولا زالت الخدمات المرتبطة بالمحروقات على حالها من الرداءة. 

لم تقف رسائل حزب الله عند حدود بيئته الحاضنة ولم يكتف جمهوره بنقل الامتنان من مناطقه، بل تعداه إلى مناطق أخرى يسعى حزب الله على ما يبدو إلى مد نفوذه داخلها، فقد انتشرت في مواقع التواصل صور وصول صهاريج المازوت إلى عكار وفيديوهات الشكر والتقدير لأمين عام حزب الله من الأم جوسلين وزحلة والفرزل وغيرها. 

"كسر الحصار"، و"كسر جشع التجار"، و"العيش المشترك"... كلها تعابير ترافقت مع صور الصهاريج التي انتشرت في مواقع التواصل، بينما تدخل إلى القرى والمؤسسات غير الشيعية، تُضاف إليها مقارنات بما قدمته الولايات المتحدة، والمنظمات غير الحكومية والusaid، في حرص تام على إظهار حزب الله على أنه البديل لكل ذلك وأن التوجه شرقاً، نحو إيران الصديقة، هو الحل الأمثل. 

عبر هذا الخطاب، يحاول حزب الله الانفتاح على باقي المناطق، بعد أن تجاوز الدولة اللبنانية، لم يعد أمامه الآن سوى التصالح مع باقي مكونات المجتمع وإيجاد بيئة حاضنة له في مختلف المناطق والطوائف اللبنانية، مستغلاً ضعف الدولة وعجزها الذي يساهم به الحزب نفسه بشكل كبير.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024