وائل كفوري يتقاطع مع السياسيين بآليات المواجهة

نذير رضا

الأحد 2019/08/18
بسهولة، انحدر النزاع العائلي بين المغني وائل كفوري وطليقته أنجيلا بشارة الى قضية رأي عام. ليس لأن كفوري شخصية عامة وتحظى بجماهيرية واسعة في أوساط النساء فحسب، بل لأن آلية الدفاع عن نفسه مستنبطة من سلوك سياسي عام في البلاد، يستطيع تحويل أي نزاع شخصي الى قضية عامة، وهي واحدة من آليات تحويل الهزيمة الى نصر، يُعمل فيها في لبنان فقط. 

أخرج التضامن مع وائل كفوري القضية من نزاع شخصي على حضانة الاطفال أو نفقتهم، كما أشيع في مواقع التواصل الاجتماعي، الى قضية أعم. حاول كفوري أن يبقي النزاع في إطاره العائلي في السابق، قبل أن تخرجه طليقته الى العلن، لتحشد رأياً عاماً يؤازرها على قاعدة "مظلوميتها" كإمرأة معنفة، كما كُتب في السابق، أو تواجه مسعى لحرمانها من طفلتيها. 

لاذ كفوري بالصمت في البداية وصولاً الى تسوية النزاع سراً معها. غاب الخبر لأسابيع. كان كفوري، إعلامياً، في موقع الاتهام. وضعه صمته في هذه الخانة، بل أظهره ضعيفاً. تجدد الضغط اعلامياً عليه، إثر الاعلان دعوى قضائية ضده، يُراد منها الضغط عليه بشكل إضافي.

كانت طليقته تستفيد من هذا الواقع، على قاعدة الاحراج للحصول على مكتسبات إضافية، ما ساهم في تسويقها كشخصية موازية في الاعلام، وصلت الى حد عرض تلقته بتقديم برنامج تلفزيوني، بحسب ما أفاد موقع قناة "الجديد". 

لكن الضعف الذي توهم البعض أن يكون كفوري قابعاً به، سرعان ما تبدل. ظهر على أنه وهنٌ مؤقت. ذلك ان كفوري يمتلك آليات حرب موازية، في المقابل، بالاستراتيجية نفسها. الاعلام. ذلك القادر على حشد القوة الشعبية لمواجهة التمادي في الهجوم. وهو، إن لم يكن مقصوداً، فهو سياق طبيعي لاستخدام النفوذ الذي بدا خلال التضامن معه تحت شعار "وائل كفوري خط أحمر". 

في لبنان، ثمة تقاطع مذهل بين النافذين على مختلف المستويات حول آليات الخروج من المآزق. يتبع هؤلاء استراتيجية واحدة في المواجهة، إذ يلوذ هؤلاء بالمنطقة والطائفة والجماعة والعشيرة، لفرض طوق حماية حول أنفسهم. يتنوع النافذون بين سياسيين، ورجال دين، وشخصيات اعلامية أو فنية، أو رجال أعمال. 

وليس كفوري استثناء، كونه واحداً من النافذين في البلاد، يحظى بالتفاف جماهيري، ولو أنه يتعرض لاختبار النفوذ لأول مرة، ويكشف عن آلياته المواجهة بنفوذه أيضاً للمرة الاولى.

تتلخص الآليات غير المباشرة بحملة التضامن التي لم يُعرف محركها الفعلي، وآليات مباشرة تظهر، للمرة الاولى أيضاً، في صورة نشرها في "تويتر" تجمعه "مع صاحب السيادة المطران عصام يوحنا درويش، رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك".

وكون النزاع له طابع ديني، مرتبط بالمحاكم الدينية، جاءت الصورة لتظهر قوة كفوري على هذا الصعيد، تُضاف الى حملة التضامن، ما يجعله متسلحاً بقوتين، عادة ما تؤهل من يمتلكهما لحيازة موقع سياسي. 

وسواء أكان كفوري زاهداً في موقع سياسي أو راغباً به، فإنه بالتأكيد من اصحاب النفوذ. من يستطيع بعد الان المس به، أو مواجهة "ابن زحلة"، والمدعوم من رأس الكنيسة في منطقته؟ هل تستطيع طليقته أن تضغط على القضاء بعد التسوية الأولى؟ 

ثمة شكوك تحيط بالإجابات عن تلك الاسئلة. فما يُروج في مواقع التواصل عن اتهامات موجهة له، بات معزولاً عن الواقع. هو يستدرج بنفوذه تسوية أخرى، تحافظ على الستاتيكو الذي فرضته التسوية الاولى. ومنعاً لعزله واتهامه وتجريمه، يتحصن بالطائفة والمنطقة وبجمهوره.

وهو في هذا الوضع، لا يرد للمرة الاولى أيضاً، بتأكيده على حماية اسرته، ومصلحة ابنتيه. وهو ما عبر عنه قبيل بدء حفل في تعنايل السبت في حديث لقناة "ام تي في" قائلاً: "ما بحكي تَ يضلوا يحكوا. أنا أب لابنتين وكرامتهما بتسوا عندي الدني كلاّ وخليّن يضلوا يحكوا"، مضيفاً: "ابنتاي هما الخطّ الأحمر لوائل وحفاظاً على كرامتهما لم أتكلم في الإعلام". 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024