باسم الراحلة جو كوكس.. حملة بريطانية لإنقاذ إدلب

المدن - ميديا

الإثنين 2019/06/17
أطلقت منظمة "Help Refugees" (ساعدوا اللاجئين) البريطانية، الأحد، حملة تدعو لإنقاذ إدلب من قصف قوات النظام وروسيا، بالتزامن مع الذكرى الثالثة لمقتل النائبة البريطانية جو كوكس، التي كانت من أبرز الأصوات الداعية لمساعدة السوريين.

وطالبت المنظمة عبر موقعها، مشاركة الشعب البريطاني في دعوة السياسيين في بلادهم للتركيز على أهم قضية كانت تشغل بال كوكس قبل اغتيالها، وهي الإغاثة الإنسانية في سوريا. كما نشرت المنظمة رسالة مفتوحة كتبتها شقيقة كوكس، كيم ليدبيتر، طالبت فيها السياسيين بتوجيه أنظارهم نحو إغاثة سكان محافظة إدلب السورية، التي تتعرض لحملة عسكرية من طرف النظام السوري وحلفائه.

وجاء في الرسالة التي وقع عليها كل من النائبة آليسون مكغوفيرن، والنائب توم توغيندات: "من أهم القضايا التي اهتمت بها جو كان الوضع الإنساني في سوريا. وللأسف، بعد ثلاث سنوات على وفاتها، تستمر معاناة المدنيين"، مضيفة أن مليون طفل محتجزون الآن في محافظة إدلب بمواجهة غارات النظام السوري وروسيا والبراميل المتفجرة، مع مقتل أكثر من 350 مدنياً خلال الأسابيع الستة الأخيرة وحدها، بينهم 75 طفلاً، بالإضافة إصابة ألف آخرين على الأقل، ونزوح ما يزيد على 400 ألف من بيوتهم للمرة الرابعة والخامسة وحتى السادسة، من دون أن يبقى لديهم أي مكان ليلجؤوا إليه.

ونقلت الرسالة ما كتبته كوكس قبل ثلاثة أعوام، في أثناء حصار حلب: "من غير الأخلاقي أن تتمنى توقف الحكومة السورية عن استخدام البراميل المتفجرة حينما تكون لديك القدرة على إيقافها"، مضيفة أن الملايين اليوم في إدلب يواجهون رعب البراميل المتفجرة ذاته، وطلبت من المرشحين لمنصب رئيس وزراء بريطانيا التحرك لإنقاذ الأطفال العالقين تحت القصف والحصار في إدلب.

وقامت المنظمة، مساء الأحد، بتوجيه إسقاطات ضوئية على مبنى البرلمان البريطاني، تضمنت اقتباساً من جو كوكس يقول: "إننا متحدون أكثر وبيننا صفات متشابهة أكثر مما يفرقنا"، بالإضافة لإسقاط ضوئي آخر على جدار السفارة الروسية في لندن جاء فيه: "العالم يشاهد جرائم الحرب الروسية"، وإسقاطاً آخر على مشفى "القديس توماس" كتبت المنظمة فيه: "بوتين هذا ليس هدفاً"، وفي إسقاط ضوئي آخر ذكرت المنظمة أن 29 مشفى تعرضت للقصف الروسي في إدلب خلال الأسابيع الستة الأخيرة.

ونشرت المنظمة عبر حسابها في "تويتر" تحت هاشتاغ #SaveIdlib صوراً لناشطين بريطانيين وسوريين مشاركين في الحملة الداعية لإنقاذ إدلب. فيما شارك ناشطون سوريون الصور، وبالتحديد صور الإسقاطات الضوئية المبتكرة والتي تكشف الدور الروسي في المشاركة بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا.

وتتعرض أرياف حماة الشمالية والغربية وإدلب الجنوبية لحملة تصعيد مكثفة، بلغت أوجها في 26 نيسان/أيار الماضي، أسفرت عن مقتل 659 شخصاً بينهم 189 طفلًا، ونزوح أكثر من 503 آلاف شخص، منذ 2 شباط/فبراير وحتى 9 حزيران/يونيو الحالي، بحسب فريق "منسقو الاستجابة".

يذكر أن النائبة البريطانية جو كوكس اغتيلت العام 2016 على يد رجل خمسيني خلال وجودها في بيرستال، شمالي إنكلترا، للترويج لبقاء بلادها في الاتحاد الأوروبي. وعرفت كوكس بمواقفها الإنسانية وتأييدها لقضية لشعب السوري، والتنديد بالمجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق المدنيين من قتل وحصار وتجويع، كما انتقدت سياسة بلادها المتذبذبة حيال التدخل لإنهاء معاناة السوريين.

وعقب وفاة كوكس أنشأت عائلتها صندوقاً لجمع التبرعات لمساعدة ثلاث جمعيات ومنظمات من بينها مؤسسة "الدفاع المدني" السورية، جمع نحو مليوني جنيه إسترليني.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024