هل تنهي العقوبات الأميركية قناة "لنا"؟

المدن - ميديا

الأربعاء 2019/06/12
في العام 2018 أطلق رجل الأعمال السوري المقرب من نظام بشار الأسد، سامر فوز، قناة "لنا". وبعدما كانت القناة متخصصة في عرض المسلسلات الدرامية فقط، توسعت لاحقاً بشبكة برامج قبل إطلاق قناة رديفة باسم "لنا بلاس"، لتستقطب القناتان مجموعة من الإعلاميين والفنيين السوريين والعرب، لكن إعلان الولايات المتحدة إدراج فوز في لائحة العقوبات الأميركية، يهدد استمرارية ذلك المشروع الإعلامي.


ومن بين الأسماء اللبنانية التي استقطبها مشروع "لنا"، ومقره بيروت، الإعلامية رابعة الزيات والمنتجة رولا سعد، بالإضافة إلى مخرجين وفنيين وشركات علاقات عامة، وأسماء سورية بارزة مثل الممثلة أمل عرفة والممثل باسم ياخور اللذين قدما برامج ترفيهية استضافا فيها نجوماً سوريين وعرب.

وربما يعني إدراج فوز في لائحة العقوبات، حظر التعامل مع "لنا"، وبالتحديد في الجانب المالي والمصرفي، حيث تمتد العقوبات عادة إلى الجهات التي تتعامل مع الكيانات الخاضعة للعقوبات الأميركية. وقد يمتد أثر العقوبات بمعنى ابتعاد النجوم السوريين أنفسهم عن القناة، لكن اللافت أن العقوبات لم تشمل شركة الإنتاج التي يمتلكها فوز وهي شركة "إيمار الشام".

وتحولت القناة بعد أشهر من إطلاقها إلى منصة دعائية للنظام السوري. فبرامج مثل "إيه في أمل" و"لنا مع رابعة"، رغم ادعائها عدم الخوض في السياسة، إلا أنها كانت تقدم رواية النظام للحرب في سوريا بطريقة غير مباشرة، كما يبرز ذلك في الفواصل الخاصة بمشاريع إعادة الإعمار التي يشرف عليها فوز شخصياً عبر مجموعته "أمان القابضة"، والتي يتم الترويج فيها لفكرة نهاية الحرب وانتصار النظام على الإرهاب، علماً أن المجموعة المذكورة خضعت للعقوبات الجديدة.

يضاف إلى ذلك التزوير الذي قدمته القناة في عدد من برامجها القصيرة التي تتناول حياة شخصيات فنية بارزة في سوريا والعالم العربي ذات مواقف سياسية معارضة للنظام الأسدي، كحلقة الفنان الراحل طلحت حمدي على سبيل المثال.

وبرز اسم فوز (44 عاماً) خلال سنوات الحرب السورية، وبالتحديد عند الصفقة المدوية التي أجراها في وقت سابق من العام الماضي، بشرائه فندق "فور سيزنز" وسط العاصمة دمشق من الملياردير السعودي الوليد بن طلال. وأشارت صحف عالمية إلى امتلاكه علاقات وثيقة مع نظام بشار الأسد، وأنه على صلات مباشرة مع الدائرة المقربة من الأسد شخصياً في النظام السوري، وهو ما أكدته العقوبات الأوروبية عليه في وقت سابق من العام الجاري، قبل العقوبات الأميركية.

ويوصف فوز عموماً بأنه حوت قطاع الأعمال السوري الجديد، وبدا أنه كان يتحول إلى حوت إعلامي أيضاً. وتشير تقارير ذات صلة إلى أنه اتّهم العام 2013 بجريمة قتل في تركيا استهدفت رجل أعمال اختلف معه على صفقة تجارية، فضلاً عن علاقاته مع العميد ذوالهمة شاليش، ابن عمّة الرئيس السوري وأحد القيادات الأمنية في البلاد.

يذكر أن مخلوف، منذ وصول بشار الأسد إلى السلطة العام 2000، بات أهم رجال الأعمال في سوريا، وسيطر على قطاع الإعلام "المستقل"، حيث يمتلك قناة "الدنيا/سما" وصحيفة "الوطن" ومشاريع أخرى تشكل جزءاً من علاقته الوطيدة مع الرئيس بشار الأسد، ويبدو أن فوز بات جزءاً جديداً من تركيبة الإعلام شبه الرسمي التي تتم إعادة صياغتها تدريجياً. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024