نتائج انتخابات مجلس الشعب: مؤيدو الأسد غاضبون

المدن - ميديا

الثلاثاء 2020/07/21
لم تمر انتخابات مجلس الشعب بسلام في البيئة الموالية للنظام، ففيما اشتكى كثيرون من أن الفائزين في المسرحية التي يحاول النظام عبرها منذ عقود الترويج لوجود ديموقراطية في البلاد، فاسدون ويشكلون جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل، امتلأت مواقع التواصل بالشكوى من عمليات التزوير والتضييق على العملية الانتخابية، وإن كان ذلك أمراً روتينياً في سوريا الأسد.

أبرز الانتقادات أتت من طرف المرشح الخاسر فارس الشهابي، الذي لم يستطع الحفاظ على مقعده في المجلس، ليخرج بانتقادات لاذعة عبر صفحته الشخصية في "فايسبوك" كتب فيها: "تعرضت لمؤامرة خبيثة و مكشوفة وبأساليب قذرة فاضحة هدفها الاساسي كان الانتقام مني وإضعاف الكتلة الصناعية الضخمة"، متهماً من وصفهم بـ"دواعش الداخل"، بالوقوف خلفها.

وأكمل: "الرسالة كانت واضحة.. إما الطاعة العمياء لمنظومة الفساد المتنامية.. او الاقصاء والعقاب..! حربهم ضدنا كانت علنية امام الجميع وجندوا لها مليارات النفط المسروق وكل عفاريت الأرض.. ونسي هؤلاء جميعاً ان حلب ليست ملكهم و لن تكون ابداً.. حلب ستبقى لأهلها. ندمي الوحيد هو انني لم انسحب بعد زيارة الرفيق التوجيهية قبل الانتخابات.. يمكن لأنني مقاتل بطبعي".

وقال الناشطون الموالون أن المجلس امتلأ بقادة الميليشيات المحلية، ففيما أعلنت صفحة تابعة لميليشيا القاطرجي في حلب، عن فوز رجل الأعمال حسام قاطرجي في الانتخابات، أشار ناشطون إلى فوز القائد في قوات "الدفاع الوطني" فاضل وردة، واللواء المتقاعد فايز غثوان الأحمد الذي كان قائد الفرقة الخامسة في مدينة السلمية شرق محافظة حماة، وقائد "الدفاع الوطني" في مدينة محردة وسط البلاد، ماهر قاورما، بالإضافة إلى عصام السباهي المنتمي لـ"كتائب البعث"، وعروبة محفوظ، زوجة قائد "فوج الحوارث" التابع لميليشيات النظام.

وفيما تحدث المرشحون الخاسرون عن تزوير الانتخابات، انتشرت مقاطع فيديو وصور تظهر إجبار المدنيين على الإدلاء بأصواتهم، بالقوة والتهديد. ففي دير الزور، تعرض طلاب جامعة الفرات لاعتداء بالضرب من قِبل عناصر في "كتائب البعث"، اقتحموا حرم الجامعة لإجبارهم على الإدلاء بأصواتهم. وحتى أولئك الذين توجهوا للانتهاب أجبروا على انتخاب المرشحين البعثيين.


في السياق، تحدثت صفحات موالية عن عقوبات طالت الموظفين الذين لم يدلوا بأصواتهم. ففي طرطوس على سبيل المثال، تداولت صفحصات محلية صورة لقرار صادر عن مدير الشركة العامة للصرف الصحي، بفرض عقوبة التنبيه المسجّل بحق 36 موظفاً، بسبب "عدم التزامهم بأداء واجبهم بالانتخاب" وتحت طائلة فرض العقوبة الأشد في حال عدم التزامهم بالتوجيهات الصادرة عن الإدارة"، ما أثار انتقادات واسعة.

يتوازى ذلك مع الحملة الدعائية التي قام بها النظام مؤخراً للترويج للانتخابات البرلمانية، بوصفها الرد الأمثل على العقوبات الغربية وتأكيداً على "وجود الديموقراطية في البلاد"، علماً أن السوريين منذ عقود لا يأخذون هذه الانتخابات بجدية، كونها مجرد مسرحية يقوم بها النظام لا أكثر، حيث تكون لوائح الناجحين مجهزة سلفاً في أفرع المخابرات والأمن.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024