الجنس وكورونا:خيال جديد للأفلام الإباحية..وحفلات "أورجي" مُقنَّعة

المدن - ميديا

الإثنين 2020/03/16
بينما تغلق النوادي الليلية ونوادي الجنس الجماعي أبوابها، في عدد من مدن العالم، بسبب تفشي فيروس كورونا، يزداد الطلب على المواقع الإباحية التي قدمت اشتراكات مجانية لبعض الأماكن حول العالم حيث فُرض حجر صحي لمكافحة الوباء، كما هو الحال في إيطاليا، فيما بدأت تطبيقات المواعدة التقليدية، وضع تحذيرات من المواعيد العاطفية أيضاً.
وأظهرت بيانات نشرها فريق تحليلات موقع "بورن هاب" الإباحي (porn hub)، بأن عمليات البحث عن مقاطع إباحية مرتبطة بالفيروس كانت في أذهان بعض الناس منذ أشهر. وأظهرت بيانات الموقع أن أول عمليات البحث عن "فيروس كورونا" سجلت للمرة الأولى في 25 كانون الثاني/يناير الماضي واستمرت في الارتفاع. 

وخلال الأيام الثلاثين الماضية، كان هناك أكثر من 6.8 مليون عملية بحث تحتوي على الكلمات الرئيسية "corona" أو "covid". وبلغت ذروتها في 5 آذار/مارس عند 1.5 مليون عملية. علماً أنه من المرجح أن تزيد نسبة زيارة المواقع الإباحية في الأسابيع المقبلة، مع اتجاه الولايات المتحدة ودول أخرى، للعزل الذاتي، كأحد جهود مكافحة الفيروس، حسبما نقلت مجلة "فوربس".

وضمن هذا التصنيف الجديد، تتنوع قصص الأفلام المندرجة تحت التصنيف بين امرأة تدفع ثمن الدواء بالجنس، أو امرأة تنتقم بالجنس لتنقل الفيروس لشخص تكرهه، وممارسة الجنس في مركز السيطرة على الأمراض والحجر الصحي، وغيرها من السيناريوهات المحتملة التي قد تتضمن فيروس كورونا.

وقال أحد الممثلين الإباحيين لموقع "فايس": "كلما كان فيلم الرعب الذي نشاهده قريباً من الواقع كلما بث الخوف في قلوبنا، والأمر ذاته ينطبق على أفلام البورنو. في هذا الوقت الذي يجتاح فيه الخوف كل العالم، وينظر البشر إلى فيروس كورونا على أنه القاتل غير الرحيم الذي يمكن أن يغزو حياتنا في أي وقت؛ يجب أن يكون هناك جانب يخفف من تلك الأزمة".

وازداد عدد زوار "بورن هاب" بنسبة 14% في إيطاليا بعد تقديم اشتراكات مجانية للإيطاليين، لكن الموقع ليس الوحيد الذي يشهد ازدهاراً ، فموقع "Utherverse" الذي لم يتغير تصميمه ومحتواه منذ العام 2002، قد يشهد زيادة في الإقبال، حيث يسمح للبالغين ببناء عالم من المواعدة بشكل افتراضي.

ورغم ذلك، يؤثر الفيروس في صناعة الأفلام الإباحية بطرق أخرى. فعلى مدى العامين الماضيين، كانت جيزيل بالمر تصور أفلاماً للبالغين في وادي سان فرناندو في لوس أنجلوس، مركز صناعة الإباحية. لكنها في بداية هذا العام، بدأت تسمع عن الفيروس، ما دفعها للابتعاد عن لوس أنجلوس نحو تكساس والتوقف عن تصوير المشاهد الساخنة لفترة من الوقت. وقالت لمجلة "رولنغ ستون": "لقد حولت تركيزي إلى منصات البث التلفزيوني. أشياء يمكنني القيام بها من دون أي اتصال جسدي مع فناني الأداء الآخرين. وأنا سعيدة بهذا القرار".

ومع قرارها التوقف عن التصوير، ستتعرض بالمر لمشكلة مالية كبيرة تقدر بعشرات الآلاف من الدولارات. ورغم ذلك، اعتبرت الجانب المادي ثمناً صغيراً تدفعه للحفاظ على صحتها ضمن صناعة، مثل العديد من الصناعات الأخرى في الولايات المتحدة حالياً، ليست مجهزة تجهيزاً جيداً للتعامل مع التهديد الذي يلوح في الأفق بسبب كورونا.

وحتى الآن لم تصدر أي تقارير عن حالات إصابة بالفيروس ضمن شركات صناعة الأفلام الإباحية في الولايات المتحدة. أما في أوروبا فقامت استوديوهات كثيرة للأفلام الإباحية بوقف نشاطها. وباتت منصات البث المباشر الخاصة بالمواد الإباحية مثل "Adult Time" أو "FanCentro" تقدم إرشادات لممثلي تلك الأفلام من أجل الانضمام وتنظيم اتصالات مع الجمهور بدلاً من تصوير مشاهد تتطلب تلامساً جسدياً.


(الممثلة جيزيل بالمر ستتكبد خسائر بعشرات آلاف الدولارات.. "لكن صحّتي أهم")

وتتضاعف متاعب العاملين في صناعة الأفلام الإباحية بالنظر إلى كونهم مستقلين في الغالب، أي أنهم لا يمتلكون تأميناً صحياً أو شبكة أمان أخرى إذا مرضوا. كما أن التأثير المالي في استوديوهات الأفلام الإباحية سيكون كبيراً، خصوصاً أن هذا العالم يعاني أصلاً من مشاكل مثل القرصنة واندماج الشركات الكبرى في تكتلات تحتكر السوق. أما الإيجابية الوحيدة التي تتمتع بها هذه الصناعة مقارنة مع غيرها، فهو نجاحها في احتواء مرض نقص المناعة المكتسب، الإيدز، ضمنها، طوال السنوات الماضية، رغم كونه مرضاً ينتقل عن طريق ممارسة الجنس بشكل أساسي، ما منحها نوعاً من الخبرة في التعامل مع الحالات المرضية.


(الممثلة ميتلاند وارد: حالة التأهب لم تؤدّ إلى وقف التصوير)

وقالت ألانا إيفانز، رئيسة نقابة ممثلي الأفلام الإباحية في الولايات المتحدة، لموقع "دايلي بيست": "في حين أنني لم أر انخفاضاً محدداً في عمليات التصوير، شهدت احتياطات أخرى تحدث، مثل مشاركة المعلومات المتعلقة بالنظافة والأعراض والرعاية على نطاق واسع". فيما قالت الممثلة ميتلاند وارد، أن حالة التأهب لم تؤدّ إلى وقف التصوير، مضيفة أن القانون يتطلب فحوصات طبية دورية كل 14 يوماً، وتحديداً للأمراض التي تنتقل جنسياً، والجديد هو زيادة الحذر كأسلوب للحياة.

تأثيرات الفيروس امتدت للجنس في الحياة اليومية، فعلى سبيل المثال، أغلقت نوادي الجنس في حي البغاء في أمستردام أبوابها، الأحد، بسبب تفشي فيروس كورونا في هولندا، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

وقالت صحيفة "هيت بارول" التي تصدر في أمستردام نقلاً عن مشغلي النوادي، أن من بين مواقع المتعة التي أغلقت أبوابها حتى 31 آذار/مارس الجاري بمنطقة القنوات القديمة في المدينة "كاسا روسو" و"بيبشو" و"بنانا بار" و"إيروتيك ميوزيوم".

ويجذب الحي ملايين البالغين من رواد العروض الجنسية ونوادي التعري وبيوت البغاء التي تقف فيها بائعات الهوى في واجهات عرض يغمرها الضوء الأحمر. وجاء في بيان أصدرته شركة "دي أوتين غرويب" التي تدير عدداً من النوادي ونشرته هيت بارول: "من أجل صحة العاملين والضيوف، ترى الإدارة أن مواصلة فتح أبواب الحي عمل غير مسؤول".

وقالت وسائل إعلام أميركية، أن عدداً من بيوت الدعارة في لاس فيغاس لم يغلق رغم التحذيرات العامة، لكن شرطاً جديداً أضيف لدخولها، وهي ارتداء الزبائن أقنعة للوجه، وحتى عند ممارستهم للجنس، كما أضيفت زجاجات مطهر الأيدي، بينما يقوم العاملون هناك بتنظيف مقابض الأبواب بانتظام.



وأفادت صحيفة "نيويورك بوست" أن مروّجي حفلات الجنس الراقية يخططون لحفلة في لوس أنجلوس في نهاية هذا الأسبوع، وحفلة أخرى في مانهاتن الشهر المقبل، لكن المنظمين أفادوا بنيّتهم توزيع الصابون والمعقمات على الزبائن، لكن صحيفة "غارديان" حذرت من الانضمام إلى هذه الحفلات، التي رغم إلغائها في النوادي، باتت تنتشر على نطاق حفلات خاصة في المنازل. فيما يحذر الأطباء من أن المواعدة نفسها قد تكون سبباً للعدوى، خصوصاً إذا تضمنت أفعالاً مثل التقبيل والمعانقة وحتى إمساك اليدين.

والحال أن العديد من مواقع المواعدة ونجوم وسائل التواصل الاجتماعي بدأوا بالفعل منذ أيام بالالتفات لهذه النقطة وبدأوا بطرح الأسئلة على الجمهور، لتتراوح الإجابات بطبيعة الحال بين من هو قلق فعلاً ومن هو غير مبال، حسبما أفادت شبكة "يورو نيوز". فأرسل موقع "أوكيه كيوبيد" مثلاً، تنبيهاً لكل مستخدم لديه يحمل سؤالاً يقول: "هل يؤثر فيروس كورونا في حياتك العاطفية؟"، وذلك بعد ملاحظة ارتفاع بنسبة 262٪ في عدد الملفات الشخصية في المملكة المتحدة التي تذكر فيروس كورونا بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس، حتى الوصول إلى النقطة التي ذكر فيها الفيروس في الأسبوع الأول من آذار/مارس بقدر ما ذكر خلال شهر شباط/فبراير بأكمله.

وبحسب النتائج فإن نحو 93% من المستطلعة آراؤهم في المملكة المتحدة قالوا أنهم سيكملون بشكل طبيعي في حياتهم العاطفية وسيستمرون بالمواعدة، بل أن الفيروس دفع بالناس للبحث عن الحب بشكل أكبر حيث سجل الموقع ارتفاعاً بنحو 7% في المحادثات الجديدة خلال الأسبوع الأخير بحسب الشركة.

أما تطبيق "تندر" فبدأ بتحذير المستخدمين من مخاطر الاجتماع وجهاً لوجه، ولجأ إلى رسالة تحذيرية تحتوي على نصائح تعرض على الشاشة خلال سحب الشاشة خلال عملية الاختيار أثناء استخدام التطبيق. ومن بين النصائح غسل الأيدي، وحمل مطهر اليدين، وتجنب لمس الوجه، و"الحفاظ على المسافة الاجتماعية في التجمعات العامة".

إلى ذلك ألغى "تندر" إطلاق مسلسله التفاعلي عبر تطبيق منفصل يحمل اسم"Swipe Night". ويدورالمسلسل حول المواعدة مع اقتراب نهاية العالم، وفرضت حساسية الموضوع في الوقت الحالي، وخصوصاً بالنسبة للمصابين بفيروس كورونا، إلغاءه.
View this post on Instagram

I ate his liver with some fava beans and a nice Chianti

A post shared by giselle palmer (@honky_tonkangel) on

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024