"داعش" في غزة.. ويحرض الكترونياً على "حماس"

فادي ن. الشافعي

الأربعاء 2015/05/06

في منعطف جديد تدخله مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية في غزة تحديداً، بدأ نشاط افتراضي متسارع لجماعة تطلق على نفسها "أنصار الدولة الإسلامية في بيت المقدس"، إذ تداول عدد من الصحافيين والنشطاء بياناً تمهل فيه الجماعة الأجهزة الأمنية في قطاع غزة 72 ساعة للإفراج عن 32 معتقلاً، تقول أنهم من جنودها في زنازين الأجهزة الأمنية في قطاع غزة.

ونشر ما يسمى بـ"منتدي المنبر الإعلامي الجهادي"، المعروف بتأييده للجماعات السلفية، البيان، وتوعد فيه قوات الشرطة التابعة لحكومة غزة.

يبدو أن هناك تنظيماً افتراضياً على الأقل، حيث بدأ عدد من أنصار هذه الجماعة التغريد تحت وسم (هاشتاغ) #حماس_تعتقل_السلفيين، واستخدامه كوسيلة ضغط وتهديد ضد حماس "حكومة وحركة وقساماً".. ولأول مرة يتم إنشاء حساب على تويتر، يتحدث لأهالي قطاع غزة. ودعت الجماعة في البيان الذي ذيّل بحساب الجماعة الرسمي، أنصارها لـ"سماع الحقيقة منه كمنبر إعلامي يعبر عنها"، إضافة إلى المنبر الإعلامي الجهادي، وقالت انها تعتبرهم المصادر الوحيدة التي تعبر عنها.

وظهر كذلك، حساب آخر يوصّف نفسه كإعلامي تابع للجماعة ويحمل اسم "البتار المقدسي"، وينسب نفسه إلي الجماعة إياها، حيث قام بنشر عدد من أسماء ضباط من جهاز "الأمن الداخلي"، ودعا "جنوده" في غزة للتجهيز لاستهداف "ما تم رصده" مسبقاً، حسب زعمه.

وتداعى الناشطون الغزاويون لرفض ظهور التنظيم في القطاع، وكشف "أضاليله"، اذ كتب الناشط الحمساوي أدهم أبو سلمية من مدينة ديرالبلح، مغرداً عن "المدينة التي حدث فيها اعتقالات وهدم مسجد يرتاده أنصار الجماعة: "قالوا وقد كذبوا.. ‫#‏حماس_تعتقل_السلفيين‬، لكنهم لم يقولوا أن سبب الاعتقال كان محاولة أحدهم قتل 5 مجاهدين- تابعين لحماس-  بقنبلة يدوية".

وفي السياق، علّق الناشط محمد أبو حسنة على الحدث بالقول: "لا أعلم لما علينا كمواطنين دفع ضريبة الخلافات، أنصار الدولة ما الذي تحققونه بترويع الآمنين من خلال التفجيرات اليومية، غزة وجهة كل من يحمل السلاح فيها هو الصهاينة لتكن بنادقكم وعبواتكم باتجاههم".

وفي محاولة لجمع أنصار التنظيمات المتشددة في غزة، الكترونياً، أنشأت الجماعة هاشتاغ آخر بدا انه داخلي بما يتخطى كونه موجهاً للجمهور الغزاوي، ودعت فيه الجماعات السلفية الصغير المتفرقة النائمة في غزة الى "التواصل في ما بينها عبر #مبادرة_الوحدة_السلفية_غزة".

وفي تغريدة له، دعا القيادي في التنظيم المعروف بـ"المقدسي"، من اسماهم بـ"أنصار الخلافة" الى "غزو" الهاشتاغات النشطة ونشر اصدارات ونشرات "الخلافة" لتصل إلى "عامة الناس".

تحاول الجماعة بشكل متواصل التحشيد واستقطاب المؤيدين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتتزايد تهديداتها "الافتراضية" للأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس وكافة عناصر الحركة في قطاع غزة، فيما لم تصدر وزارة الداخلية في غزة أي بيان يوضح ما يحدث.

ويترقب عدد كبير من النشطاء انتهاء المهلة التي أعطاها التنظيم للإفراج عن عناصره المعتقلين لدى قوى الأمن على خلفية "التحريض لأعمال عنف ضد عناصر كتائب القسام والأجهزة الأمنية الحكومية والحركية".

ووسط ذلك كله، يمارس نشطاء حركة حماس في مواقع التواصل الاجتماعي حذراً كبيراً في نشر الأخبار حول القضية. ويرجع عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي اطلاق الصواريخ الأخيرة من غزة على التجمعات ومستوطنات قطاع غزة الى عناصر "أنصار الدولة الإسلامية في بيت المقدس"، كذلك سلسلة التفجيرات التي قيّدت ضد مجهولين وضربت مناطق متفرقة في قطاع غزة في الفترة الأخيرة.

وفي مقابل هذا "الجزع"، يفترض آخرون عدم وجود قوة حقيقية يمكن الخوف منها أو حتى باستطاعتها القيام بأعمال عنف منظمة، معتبرين أن كل ما يحدث مجرد تصرفات منفردة من عناصر سلفية في غزة تحاول إرباك وتوتير الوضع وتستغل المأزق الذي تمر به حركة حماس في إدارة قطاع غزة وعدم قدرتها على توفير الحد الأدنى من المتطلبات الاقتصادية لأهل القطاع.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024