الذكاء الاصطناعي في خدمة.. القرصنة!

المدن - ميديا

الخميس 2018/08/09
ربما يجد خبراء أمن الكومبيوتر أنفسهم في مواجهة أسوأ كوابيسهم بعد نجاح فريق من شركة "آي بي إم" في وضع برامج للذكاء الاصطناعي، تستطيع تعلم كيفية مراوغة أفضل الدفاعات لعمليات الاختراق الالكتروني، بحسب ما ذكر تقرير نشرته وكالة "رويترز".


وأوضح التقرير أن الفريق استخدم تقنية معروفة باسم "التعلم الآلي" لتصميم برامج اختراق تستطيع التسلل عبر أشد الإجراءات الدفاعية حصانة. وتعتمد أحدث الدفاعات بشكل عام على فحص ما يقوم به البرنامج المهاجم بدلاً من التقنية الشائعة، التي تقوم على تحليل شفرة البرنامج لرصد أي مؤشرات خطر. لكن النوع الجديد من برامج الذكاء الاصطناعي يمكن تدريبها، بحيث تبقى خاملة حتى تصل إلى هدف محدد، الأمر الذي يجعل التصدي لها أمرا في غاية الصعوبة.

ولم يتفاخر أحد حتى الآن برصد أي برنامج خبيث يعتمد بشكل واضح على خاصية التعلم الآلي أو أي نوع آخر من الذكاء الاصطناعي، وربما يرجع ذلك إلى أن تلك البرامج أفضل من أن يتم رصدها. ويقول باحثون إنها مجرد مسألة وقت في أفضل الأحوال، فوحدات الذكاء الاصطناعي اللازمة لبرامج التدريب متاحة مجانا من شركة "ألفابت" وشركات أخرى. وقال جون ديماجيو، وهو محلل كبير في أمن الإنترنت في شركة "سيمانتك"، إنه يؤمن تماماً بأنهم يسيرون في هذا الاتجاه، وسيزيد ذلك من صعوبة رصد البرامج.

وأظهر أكثر المتسللين تطورا على مستوى الدول قدرتهم بالفعل على بناء برامج هجومية لا تنشط إلا عندما تبلغ هدفا معينا. ولعل أفضل مثال على ذلك هو برنامج "ستاكسنت"، الذي استخدمته المخابرات الأميركية والإسرائيلية ضد منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران.

إلى ذلك، أظهر أحد برامج فريق "آي بي إم"، يحمل اسم "ديبلوكر"، أن مستوى مشابها من الدقة قد يصبح متاحا لمن يملكون موارد أقل بكثير من حكومة وطنية. وفي عرض توضيحي باستخدام صور متاحة علنا لعينة مستهدفة، استخدم الفريق نسخة مقرصنة من برنامج للتحدث عبر الفيديو لم ينشط إلا عندما رصد الوجه المستهدف.

وقال مارك ستوكلين، قائد فريق الشركة: "لدينا أسباب كثيرة للاعتقاد بأن هذا هو التطور الأكبر المقبل... ربما يكون قد حدث بالفعل وسنشهده خلال عامين أو ثلاثة من الآن".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024