حصص "حزب الله" و"أمل" الغذائية.. للمُوالين المُهذّبين فقط!

قاسم مرواني

الخميس 2021/04/15
بهدف الحفاظ على الاستقرار في بيئته، ومنع أي احتجاجات على الواقع الاقتصادي والمعيشي، خصوصاً في شهر رمضان حين ترتفع الأسعار وتزداد متطلبات الأسر، يقوم حزب الله وحركة أمل بتوزيع حصص غذائية على مؤيديهم في المناطقة الخاضعة لسيطرتهم. بالإضافة إلى بطاقة "سجاد" والتعاونيات التي افتتحها "حزب الله" والتي تحتوي بضائع سورية وعراقية وإيرانية.

يصور حزب الله وجمهوره، توزيع هذه الحصص الغذائية على أنها مساعدات انسانية للعائلات الفقيرة، فيما استغل الجمهور هذه المساعدات للقيام بحملة على مواقع التواصل بدت في بعض جوانبها كأنها "تمنين" للشيعة، وفي جوانب أخرى استعراض قوة في وجه خصوم الحزب.


اللافت أن حزب الله شكل في كل قرية شيعية، لجنة لدراسة المستحقين للحصول على هذه الحصص الغذائية، وهذا الاستحقاق لا يقوم على مدى حاجة الشخص للمساعدة بل على مواقفه السياسية ومدى معارضته/موالاته لحزب الله. فكل شخص يهاجم الحزب في مواقع التواصل الاجتماعي، سيتم حرمانه من المساعدة، ولدى الاستفسار من أحد أعضاء اللجان في حزب الله أجاب: "نحن قدمنا شهداء وتضحيات ودماء ولن نسمح بأن يتم شتمنا أو انتقادنا".

وتتبع حركة أمل في مناطقها الأسلوب نفسه، حيث يجري توزيع الحصص الغذائية على أنصار أمل حصراً، ويستثنى منها المعارضون لها وأنصار حزب الله، مع أن العمل الإنساني يفترض أنه لا يقف عند حدود الانتماء السياسي للإنسان أو أي انتماءات أخرى.


ومنذ بدء الأزمة اللبنانية وانحدار جزء كبير من اللبنانيين إلى خانة الفقر، بدأت الأحزاب الحاكمة بتوزيع حصص غذائية ومساعدات، من بينها الحزب الاشتراكي، القوات اللبنانية، تيار المستقبل، حزب الله وحركة أمل وغيرهم. تصور هذه المساعدات، الأزمة، وكأنها كارثة طبيعية حلت بالناس، قضاء وقدر، رغم أن هذه الأحزاب نفسها هي التي تسببت بها عبر سياساتها الخاطئة والفاسدة، وتجاذباتها السياسية وتبعياتها لمشاريع غير وطنية.

هنا، كانت لافتة تغريدة النائب أسامة سعد، عن أن بطاقة الإعاشة، باطنها ذل وظاهرها إنساني، وقد تعرض سعد على إثره لانتقادات من أحزاب السلطة، وفي تغريدة أخرى قال بأن الأوطان لا تنهض بالمساعدات بل بإقرار حقوق الناس.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024