"Call of Duty" تصوّر الحرب في سوريا.. وروسيا غاضبة

المدن - ميديا

الأربعاء 2019/11/06
منذ إطلاقه أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أثار الجزء الجديد من لعبة "Call of Duty" الشهيرة، استياء واسعاً في روسيا، تجاوز مجتمع الألعاب الألكترونية نحو السياسيين ووسائل الإعلام التابعة للكرملين، مع تركيز بعض حوادثه على الحرب في سوريا.


وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن الجزء الجديد من السلسلة الذي يحمل عنوان "Modern Warfare" نال آلاف المراجعات السلبية في روسيا، بعكس الثناء الذي نالته اللعبة في بقية أنحاء العالم، من قبل لاعبين ونقاد على حد سواء. لكن المنتقدين الروس زعموا أن اللعبة تحاول تزوير التاريخ وتعزز الدعاية المعادية لروسيا، حسب تعبيرهم.


ورفض متحدث باسم استوديوهات "Activision Blizzar" المنتجة للعبة، التعليق على تلك الاتهامات، لكن الشركة الأميركية قالت في السابق أن أحداث القصة متخيلة، علماً أنه عند طرح إعلان اللعبة في أيار/مايو الماضي، قال مدير استديو إنتاج اللعبة، تايلور كوروسكي في تصريحات صحافية، أن اللعبة استلهمت من أحداث حقيقية في العراق وسوريا والربيع العربي والاحتلال السوفيتي لأفغانستان. حيث تجري أحدث اللعبة في بلد شرق أوسطي متخيل اسمه "أورزيكستان"، تحولت حرب أهلية فيه إلى آخر ساحة للصراعات الدولية.

وتضم اللعبة شخصيات موازية لفريق الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، بالإضافة لشخصية فرح كريم، القائدة لمجموعة الثوار في سياق مستوحى من "وحدات حماية الشعب الكردية"، وتركز قصتها على قيام جنرال روسي منشق وأتباعه بغزو البلد المتخيل، مرتكبين أشد الفظائع بحق السكان المحليين المدنيين. وأثارت تلك الخصائص في الجزء الجديد، وهو السادس عشر في تاريخ اللعبة، استياء روسياً، وصل إلى حد المطالبة بحظر اللعبة بحجة أنها "تهدف لتشويه الحقائق وغسل أدمغة الشباب وتظهر الجنود الروس بشكل سلبي".

على سبيل المثال، نشرت شبكة "روسيا اليوم" تقارير هاجمت فيها اللعبة، كما بث قناة "روسيا 24" الحكومية، تقريراً مدته أربع دقائق انتقدت فيه اللعبة، كما هاجم مدونون روس متخصصون في الألعاب الإلكترونية، ومن بينهم إيليا ماديسون الذي ينشط في منصات الفيديو المتخصصة في الألعاب الإلكترونية، والذي دعا اللاعبين الروس الآخرين لاحترام أنفسهم ومقاطعة اللعبة.

في السياق، بثت القناة الروسية الأولى، تقريراً خاصاً حول اللعبة، اتهم فيه المذيع كيريل كليمينوف اللعبة بالعداء لروسيا، مؤكداً أنها تتعمد "غسل أدمغة الشباب". وقامت القناة بعرض العديد من "اللقطات من اللعبة"، حيث يقوم الجنود الروس بتعذيب وقتل المدنيين في الدولة الشرق الأوسط. وأقترح المذيع ساخراً "تصميم الحلقة التالية عن ديرسدن الألمانية في العام 1945، وعرض الطيران السوفيتي وهو يدمر مئات الآلاف من المدنيين والنساء والأطفال. ثم بعد ذلك اتهام الروس بارتكاب هيروشيما وناغازاكي".

في وقت لاحق تبين أن اللقطات التي عرضتها القناة الأولى في التقرير، لم تكن من اللعبة أصلاً، حسبما أشارت مواقع سورية معارضة، حيث واجهت القناة نفسها اتهامات بتشويه الحقائق والتلاعب بعقول مشاهديها أيضاً.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024