"داعية شيعي"يعشقه اليمين الغربي المتطرف:من هو محمد التوحيدي؟

المدن - ميديا

الجمعة 2019/06/28
لطالما درج محمد التوحيدي، الداعية الشيعي الإيراني، المقيم في استراليا والذي يصف نفسه بأنه "الإمام" و"المصلح الإسلامي"، على توجيه انتقادات لاذعة للمذهب السني، حتى أضحى "بطلاً" في نظر اليمين المتطرف في الولايات المتحدة. 


التوحيدي، الذي خصص موقع "انترسبت" مقالاً مطولاً تناول فيه جوانب من أفكاره وآرائه ومواقفه، يعتبره كارهو الإسلام في الغرب بأنه أٌقرب ما يكون إلى "هبة من السماء". فالرجل، الذي نشأ وترعرع في استراليا، يتبنى مواقف اليمين المتطرف، إذ يرى أن المسلمين يشكلون "تهديداً وجودياً" للحضارة الغربية. كما يعتبر فلسطين أرضاً يهودية، وكشمير ملكاً للهندوس، وأن الإسلام السياسي "داء".

وبسبب هذه المواقف، يلاقي التوحيدي تأييداً في صفوف الشخصيات اليمينية المتطرفة، بينهم عضو المجلس التشريعي السابق لولاية نيويورك، دوف هيكيند، الذي سبق أن وصفه بأنه "بطل"، معتبراً أنه "رجل خارق بعثه الله إلى هذا العالم". وبحسب "انترسبت" فإنّ التوحيدي قابل مساندة هيكيند لمواقفه من خلال تصريح قال فيه إنّ المسلمين، لا سيما الغالبية السنية منهم، مخطئون عندما يعتبرون القدس أرضاً مقدسة عندهم.

وجاء سطوع نجم التوحيدي في دوائر اليمين المتطرف في الولايات المتحدة وبريطانيا، بعد عامين من فقدانه مصداقيته في أستراليا، حيث كشف تقرير بثته قناة "أي بي سي" الأسترالية، أن التوحيدي داعية "متطرف" لا يملك مؤهلات أكاديمية وليس لديه سوى حفنة من الأتباع في العالم. كما أن التوحيدي لا يستمد وضعيته العامة من أي أعمال له وسط جاليته المسلمة، بل من استعداده لأداء دور المصلح المسلم في شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، وفي اللقاءات التي تجريها معه شخصيات من اليمين المتطرف عبر "يوتيوب".


وتكتسب المكانة المرموقة، التي نالها التوحيدي في دوائر الإعلام الاجتماعي لليمين المتطرف، أهمية كبرى، بحسب "انترسبت"، ذلك أن السياسيين استخدموها حجة لتعزيز مواقفهم من العديد من القضايا. ففي أستراليا مثلاً، استشهد السياسي المناهض للمهاجرين، بولين هانسون، بأقوال التوحيدي باعتباره "شاهداً من أهلهم". وفي الهند نالت تصريحاته استحسان القوميين الهندوس في أحد تجمعاتهم، حيث سخروا من الباكستانيين المسلمين، وأكدوا أن "كشمير أرض هندوسية".


والتقطت مؤخراً صور للتوحيدي مع شخصيات مثل رئيس حكومة مقاطعة أونتاريو الكندية، المتطرف دوغ فورد، وسفيرة أميركا السابقة في الأمم المتحدة نكي هيلي، ورضا بهلوي نجل شاه إيران السابق.

إلى ذلك، كشف صحافيون مؤخراً أن عمل التوحيدي في مجال الإعلام في أستراليا لم يتعدّ أنه كان رئيساً لجمعية إسلامية في مدينة أديلايد، أنشأها هو نفسه، وأنه كذب بشأن مؤهلاته الدراسية وتلقيه دورات تدريبية في مدينة قم الإيرانية. وما إن تكشفت تلك الحقائق حتى بات التوحيدي موضع سخرية في التلفزيون الأسترالي، حدّت مؤقتاً من الزخم الذي حظي به في وسائل الإعلام الرئيسية.

واليوم يسود اعتقاد وسط بعض المسلمين بأن التوحيدي لا يعدو أن كونه "محرضاً طائفياً" في واقع الأمر، يسعى إلى منح المعادين للإسلام مزيداً من الأدوات والحجج لمهاجمة أتباع مذهب الغالبية السنية. وعندما ورد اسم التوحيدي للمرة الأولى في الصحف الشعبية الأسترالية على أنه "مرجع من مراجع الإسلام"، استهجن المسلمون الآخرون في تلك الدولة وفي الولايات المتحدة، واعتبروها "مزحة". لكن "الإسقاط الطائفي" الذي تنطوي عليه انتقادات التوحيدي اللاذعة لمعتقدات وممارسات المسلمين السنة، لم تقلق أهل السنّة وحدهم، بل أقلقت الطائفة الشيعية التي ينتمي إليها هو نفسه، وفقاً لمقال "إنترسبت".

ويختتم المقال بالقول بأنّ قراءة متأنية في تصريحات التوحيدي "التحريضية" بشأن الإسلام، لا تضفي مصداقية للنظرية القائلة بأن رسالته معنية بالترويج للمذهب الشيعي وتشويه صورة مذهب السنّة، أكثر منها دعوة للإصلاح. كما يعتقد اليمينيون المتطرفون في الغرب أنهم يستغلون التوحيدي لتلطيخ سمعة المسلمين، في حين يستعين بهم هو في تأجيج التوتر الطائفي بين المذهبين الشيعي والسنّي.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024