المعتقلة الإيرانية نسرين ستوده محرومة من العلاج

المدن - ميديا

الخميس 2020/09/24
بعد أيام قليلة من دخول المحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان، نسرين ستوده، إلى وحدة العناية المرکزة في مستشفى طالقاني، قال زوجها رضا خندان أنها أعيدت إلى السجن.

وكتب خندان عبر حسابه في "تويتر": "هذا المساء، بعد 5 أيام من الحجز في مستشفى طالقاني الأمني، أعيدت نسرين إلى السجن في أسوأ حالة بدنية من دون أي علاج طبي"، مضيفاً أن هذا الإجراء لا يعني أكثر من تعريض ستوده للخطر، حسبما نقلت وسائل إعلام إيرانية معارضة.

ونقلت ستوده في 19 أيلول/سبتمبر الجاري إلى قسم الطوارئ في مستشفى طالقاني بسبب "مشاكل في القلب وضيق في التنفس وانخفاض شديد في ضغط الدم وضعف عام شديد"، وتم إدخالها إلى وحدة العناية المركزة بسبب حالتها الحرجة.

وكانت ستوده الشهيرة بدفاعها عن المعتقلين الإيرانيين، أضربت عن الطعام منذ أكثر من 6 أسابيع، ووردت أنباء عن أن حالتها الصحية حرجة. وغردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، الأربعاء، بأن الولايات المتحدة مازالت قلقة للغاية بشأن صحة ستوده. وتابعت: "نقف مع نسرين ونضالها الدائم من أجل حقوق الإنسان في إيران ونطالب بإطلاق سراحها. وندين استخدام النظام الوحشي للسجن الجائر".

وفي الأيام الأخيرة،أطلق العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك مهرجان برلين السينمائي الدولي وأكاديمية السينما الأوروبية، إلى جانب عدد من الفنانين والكتاب المعروفين، دعوة للنظام الإيراني من أجل إطلاق سراح ستوده على الفور. وقدم رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، طلباً مماثلاً إلى النظام الإيراني.

وقبل أسابيع، كتب 44 محامياً رسالة إلى ستوده، وسجناء سياسيين آخرين مضربين عن الطعام، لحثهم على إنهاء الإضراب من أجل صحتهم، فيما تعتبر قضية ستوده (55 عاماً) رمزاً لحملة قمع أوسع من قبل السلطات الإيرانية في السنوات القليلة الماضية لسحق المجتمع المدني الإيراني، وإسكات أصوات المدافعين عن حقوق الإنسان في البلاد.

وحكم على ستوده، وهي محامية إيرانية حقوقية، بالسجن 38 سنة، وبالجَلد 148 جلدة، بسبب عملها في الدفاع عن حقوق المرأة، والاحتجاج على قوانين الحجاب الإلزامي في إيران، لكن من المتوقع، وفقاً للمبادئ التوجيهية لإصدار الأحكام في إيران، أن تقضي نسرين ستوده 17 عاماً في السجن. ويعد ذلك أقسى حكم سجل ضد مدافعة عن حقوق الإنسان في إيران في السنوات الأخيرة، ما يشير إلى أن السلطات تشدد من إجراءاتها القمعية. كما تبقي هذه الأحكام نسرين منفصلة عن زوجها وطفليها، وتحرمها من القيام بعملها المهم كمحامية حقوقية.

ومنح الاتحاد الأوروبي ستوده جائزة "ساخاروف" المرموقة لحرية الفكر العام 2012. علماً أنها أمضت ثلاث سنوات في السجن بين العامين 2010 و2013، حيث نفذت إضراباً عن الطعام مرّتين احتجاجاً على ظروف احتجازها في سجن أيفين في طهران، ومنعها من لقاء ابنها وابنتها. وأُفرج عنها في أيلول/سبتمبر 2013 لكنها مُنعت من مغادرة البلاد حتى العام 2022.

وأثار تفشي فيروس كورونا على نطاق واسع في إيران والتقارير عن إصابة السجناء السياسيين بالفيروس القاتل مخاوف بشأن سلامتهم. وأفاد محمد مقيمي، محامي ستودة، في وقت سابق، أن موكلته قررت الإضراب عن الطعام احتجاجاً على الوضع "غير العادل" و"غير القانوني" للسجناء السياسيين في إيران، والذي أصبح "أسوأ" بعد تفشي فيروس كورونا.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024