التنازع على ثوريّة شامل روكز.. وخيانته

نور الهاشم

الخميس 2020/05/14
ليس عادياً أن تنقل وسائل الاعلام، على الهواء مباشرة، المؤتمر الصحافي للنائب شامل روكز. فهو نائب منفرد، بعد استقالته من تكتل "لبنان القوي"، وأحد خمسة ممثلين لقضاء كسروان. لا يمتلك قاعدة شعبية كبيرة جداً، يمكن أن تحدث تغييراً بأثر مما سيقوله في مؤتمره الصحافي. وبالتالي، فإن ما صحّ له، لا يصح لأي نائب آخر من زملائه الـ128. 


لكن الاهتمام بشامل روكز، ينطلق من حيثيتين. أولاهما، أنه الغريم السياسي لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل. والثانية، تتمثل في موقعه السابق كجنرال في وحدة مقاتلة في الجيش اللبناني، واستكمل نضاله مع العسكريين المتقاعدين لتحصيل حقوقهم، في حين يشعر الكثير من اللبنانيين بضعف تجاه البزة العسكرية، كون الجيش واحدة من آخر المؤسسات الوطنية الباقية التي يراهن عليها اللبنانيون في كل الأزمات. 

وقد مهّد روكز، المقلّ في الإطلالات الإعلامية والمؤتمرات الصحافية، لهذا المؤتمر الصحافي. روج له في صفحاته الالكترونية، ما يبشّر بإعلان مهم سيصدر عنه، وسيكون، في جوانبه كافة، معارضاً للعهد، سواء أعلن انتماءه للثورة، امتداداً لمواقفه السابقة، أو انتقد الحكومة مباشرة. 

والحال إن هذه المواقف، هي التي دعت للاهتمام بمادة إعلامية سيُبنى عليها الكثير في الفترة المقبلة، خصوصاً كونها جاءت بعد ثلاثة أيام على مواقف النائب السابق سليمان فرنجية التصعيدية تجاه التيار الوطني الحر. فأي تصعيد ضد العهد، سيجعله محاصَراً مسيحياً، في الشمال (زغرتا) أو في الجبل، وفي الثقل المسيحي في كسروان. 

وروكز، بهذا المعنى، ليس مؤشراً على تدني شعبية التيار الوطني الحر، وانفضاض الناس من حوله فحسب. فالتناقض السياسي بين روكز وباسيل، يعكس حكماً تضعضعاً في داخل منزل الرئيس عون الذي يتنافس صهراه على إرثه السياسي. فروكز، غريم لباسيل من داخل البيت، ما يعني أنه دوماً منافس محتمل له. وهو المؤيد للثورة، يعني أنه ضد العهد، أو بعض ممارساته. وسيكون معارضاً لعمّه من داخل بيته.

هذا الجانب، دفع العونيين لمواجهة روكز، واستهدافه في مواقع التواصل بعدما أنهى المؤتمر الصحافي، والذي شن خلاله هجوماً عنيفاً على السلطة والطبقة الحاكمة، متهماً أعضاءها بالكذب وبأنهم "أرادوا إيصال البلد إلى الإنهيار".

ولاقت دعوات روكز تأييداً من بعض معارضي باسيل، لكنها كانت السبيل لحملة عليه من قبل أنصار التيار، اتهموه فيه بالغيرة من باسيل، وأنه يتواصل مع ألد أعداء عمه للوصول الى هدفه، مثلما انقلب أشرف مروان على جمال عبد الناصر.

 
كما تم استهدافه على قاعدة تبني ما قاله جنبلاط والحريري وفرنجية عن الكهرباء، فيما "يحاول الآخرون تحميل المسيحيين مسؤولية هدر المال العام للنفاذ من مسؤوليتهم"، كما قال احد المغردين.
 

روكز اليوم، الذي خرج من عباءة العونية السياسية، بات في نظر بعض اعضاء التيار الوطني الحر، خائناً، لكن معارضي باسيل في مواقع التواصل، يرونه ثائراً، حتى تسوية رئاسية أخرى!

 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024